وقوله « والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِه » يعني : بالقرآن . ويحتمل أن يكون كناية عن محمد صلَّى اللَّه عليه وآله لدلالة الكلام عليه ، وهذا يقوى مذهبنا في أنه لا يجوز أن يكون مؤمنا ببعض ما أوجب اللَّه عليه دون بعض ، وبين أنهم « على صلاتهم » يعني على أوقات صلواتهم يحافظون ، بمعنى يراعون أوقاتها ليؤدوها في الأوقات ويقيموا بإتمام ركوعها وسجودها وجميع فرائضها .
وقيل : سميت مكة أم القرى ، لأنها أول موضع سكن في الأرض . وقيل لان الأرض كلها دحيت من تحتها فكانت أما لها .
فصل : قوله « لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ » الاية : 94 .
المراد لقد تقطع وصلكم بما كنتم تتألفون عليه .
فان قيل : كيف جاز أن يكون بمعنى الوصل ؟ وأصله الافتراق والتباين ، وعلى هذا قالوا بأن الخليط إذا فارق ، وفي الحديث : ما بان من الحي فهو ميتة .
قيل : انه لما استعمل مع الشيئين المتلابسين ، نحو بيني وبينك شركة وبيني وبينه صداقة ورحم صار لذلك بمنزلة الوصلة وعلى خلاف الفرقة فلذلك صار « لقد تقطع بينكم » بمعنى لقد تقطع وصلكم .
فصل : قوله « فالِقُ الإِصْباحِ وجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً والشَّمْسَ والْقَمَرَ حُسْباناً » الاية 96 .
اختلفوا في معناه ، فقال ابن عباس والسدي والربيع وقتادة ومجاهد والجبائي :
انهما يجريان في أفلاكهما بحساب تقطع الشمس الفلك في سنة ويقطعها القمر في شهر بتقدير قدره اللَّه تعالى ، فهو كقوله و « الشَّمْسُ والْقَمَرُ بِحُسْبانٍ » « 1 » وقوله