ومثله كثير .
قوله « واللَّه يُحْيِي ويُمِيتُ » معناه هاهنا الاحتجاج على من خالف أمر اللَّه في الجهاد طلبا للحياة وهربا من الموت ، لان اللَّه تعالى إذا كان هو الذي يحيي ويميت لم ينفع الهرب من أمره بذلك خوف الموت وطلب الحياة .
فصل : قوله « وما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ » الاية : 161 .
في الاية دلالة على فساد قول المجبرة : أن اللَّه تعالى لو عذب الأنبياء والمؤمنين لم يكن ظلما لهم ، لأنه قد بين أنه لو لم يوفها ما كسبت لكان ظلما لها .
فصل : قوله « أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّه » الاية : 162 .
المصير هو المرجع : والفرق بينهما أن المرجع هو انقلاب الشيء الى حال قد كان عليه . والمصير : انقلاب الشيء الى خلاف الحال التي هو عليها ، نحو مصير الطين خزفا ولم يرجع خزفا ، لأنه لم يكن قبل ذلك خزفا .
فصل : قوله « لَقَدْ مَنَّ اللَّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ » الاية : 164 .
قوله « ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ » يعني : القرآن وهو الحكمة ، وانما كرره بواو العطف لامرين :
أحدهما : قال قتادة : الكتاب القرآن ، والحكمة السنة .
والثاني : لاختلاف فائدة الصفتين ، وذلك أن الكتاب ذكر للبيان أنه مما يكتب ويجلد ليبقى على وجه الدهر والحكمة البيان عما يحتاج اليه من طريق المعرفة .
فصل : قوله « أَولَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ ، مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » الاية : 165 .