الفرق بين التقليد والتصديق
معنى الحواري في الآية الشريفة
« أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ » فذكر اذن اللَّه لينبه بذكر الاذن أنه من فعل اللَّه دون عيسى ، وانما « 1 » التصوير والنفخ فعله ، لأنه مما يدخل تحت مقدور القدر ، وليس كذلك انقلاب الجماد حيوانا ، فانه لا يقدر على ذلك أحد سواه تعالى .وقوله « وأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّه » على وجه المجاز اضافه الى نفسه ، وحقيقته ادعوا اللَّه باحياء الموتى فيحييهم اللَّه فيحيون باذنه .
والأكمه الذي يولد أعمى ، والكمه عند العرب العمى ، كما قال سويد بن أبي كاهل :
كمهت عيناه حتى ابيضتا « 2 » فصل : قوله « ومُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ ولأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ » الاية : 50 .
انما أحل لهم لحوم الإبل والثروب وأشياء من الطير والحيتان مما كان محرما في شرع موسى عليه السّلام ، ولم يحل لهم جميع ما كان محرما عليهم من الظلم والغصب والكذب والعبث وغير ذلك ، فلذلك قال « بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ » وبهذا القول قال أكثر المفسرين .
والإحلال هو الإطلاق في الفعل بتحسينه . والتحريم هو حظر الفعل بتقبيحه والفرق بين التقليد والتصديق ، أن التصديق لا يكون الا فيما يبرهن عند صاحبه ، والتقليد يكون فيما لم يتبرهن ، ولهذا لم نكن مقلدين للنبي عليه السّلام وان كنا مصدقين له .
فصل : قوله « قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّه » الاية : 52 .
اختلفوا في تسميتهم حواريين على ثلاثة أقوال ، قال سعيد بن جبير : سموا بذلك لنقاء ثيابهم .