نام کتاب : التفسير الصافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 54
صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته . أقول : لقائل أن يقول كما أن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن . والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما بل لقائل أن يقول إنه ما تغير في نفسه وإنما التغيير في كتابتهم إياه وتلفظهم به فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل وبقي الأصل على ما هو عليه عند أهله وهم العلماء به فما هو عند العلماء ليس بمحرف وإنما المحرف ما أظهروه لأتباعهم وأما كونه مجموعا في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ما هو عليه الآن فلم يثبت وكيف كان مجموعا وإنما كان ينزل نجوما وكان لا يتم الا بتمام عمره . وأما درسه وختمه فإنما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لا تمامه . وقال شيخنا الصدوق رئيس المحدثين محمد بن علي بن بابويه القمي طيب الله ثراه في اعتقاداته : اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، قال : ومن نسب إلينا : إنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب . وقال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) في تبيانه : وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانه والنقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى ( رضي الله عنه ) ، وهو الظاهر في الروايات . غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن [1] ونقل شئ منه من موضع إلى موضع طريقها الآحاد التي لا توجب
[1] روي في الكافي بإسناده عن هشام بن سالم أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن القرآن الذي جاء جبرائيل على محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آلاف آية . ويقال إن الموجود منه في أيدي الناس أقل من ذلك ، والمشهور أنه ستة آلاف وستمائة وستون . وفي مجمع البيان من طريق العامة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن القرآن ستة آلاف ومائتان وثلاث وستون آية وقد ذكر بعض أصحابنا عدد السور والكلمات والحروف والفتحات والضمات والكسرات والهمزات والتشديدات والألفات والباءات إلى آخر حروف التهجي واعتمد في عدد الآية على المشهور . ولعل بناء حديث العامة على ما رأوه من عد البسملات آية واحدة وعلى ما حصل لهم القطع بكونه آية فإن للقراء في تعيين الآيات اختلافات والعلم عند الله . منه رحمه الله تعالى .
نام کتاب : التفسير الصافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 54