نام کتاب : التفسير الصافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 11
وتحجب عن البيان وتزيد في حيرة الحيران مما يجب رده إليهم من غير إنكار كما وردت به الأخبار ولعلها إن صحت فإنما وردت لمصالح ومعان يقتضيها الوقت والزمان . ومنه ما يشتمل على ما يوهم عليه التناقض والتضاد [1] لتخصيص المعنى تارة ببعض الأفراد كأنه هو المراد ، وتارة بفرد آخر كأن غيره لا يراد ، من غير تعرض للجمع والتوفيق ، ولا اتيان بما هو التحقيق وجله يشتمل على ما يوهم اختصاص آيات الرحمة بأشخاص بأعيانهم ، كأنها لا يجاوزهم إلى الغير واختصاص آيات العذاب بأشخاص اخر كأنهم خصوا بالبعد عن الخير من غير تعرض منهم لبيان المراد ، وأن ليس المقصود بهما خصوص الآحاد والأفراد ، كما يعرفه البصير في الدين والخبير بأسرار كلام المعصومين ، كيف ولو كان ذلك كذلك لكان القرآن قليل الفائدة ، يسير الجدوى والعائدة ، حاشاه عن ذلك بل إنما ورد ذلك على سبيل المثال ، لإزاحة الخفاء أو ذكر الفرد الأكمل أو الأخفى ، أو المنزل فيه أو للإشارة إلى أحد بطون معانيه . وأما في كتب الأخبار مما يتعلق بالتفسير فكان مع اشتماله على بعض هذه الأمور متفرقا بحيث يعسر ضبطه وربطه بالآيات ، مع أنه لم يف بأكثر المهمات وبالجملة لم نر إلى الآن في جملة المفسرين مع كثرتهم وكثرة تفاسيرهم من أتى بتصنيف تفسير مهذب صاف واف كاف شاف يشفي العليل ويروي الغليل ، يكون منزها عن آراء العوام مستنبطا من أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وليس لهذا الأمر الخطير والاتيان بمثل هذا التفسير الا ناقد بصير ، ينظر بنور الله ويؤيده روح القدس ، بإذن الله ليشاهد صدق الحديث وصحته من اشراق نوره ، ويعرف كذبه وضعفه من لحن القول وزوره فيصحح
[1] وذلك كما ورد في قول الله عز وجل : ( الذين يؤمنون بالغيب ) تارة بأن المراد بالغيب التوحيد وأخرى أن المزاد به الأنبياء الماضون ، وأخرى أن المراد به القيامة ، وأخرى أن المراد به القائم ( ع ) ، وأخرى أن المراد به الرجعة إلى غير ذلك . وهذه الأخبار توهم التناقض وليست بمتناقضة لأن المراد به الجميع دائما خرجت على ما اقتضاه الحال وارتضاه السؤال ( منه )
نام کتاب : التفسير الصافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 11