نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 143
كان بعضهم مصدرا للتعلم ، وكان الذين يأخذون منهم القراءة يروونها عنهم بصورة مسندة ، وكثيرا ما كانوا يحفظون القراءة المروية عن الأستاذ . كان مثل هذا الحفظ والرواية هو مقتضى طبع العصر ، لأن الخط المعمول في ذلك الزمن هو الخط الكوفي الذي كانت الكلمة تقرأ فيه بعدة وجوه ، فكان لا بد من التلقي من الأستاذ والحفظ والراوية عنه . ومن جهة أخرى كانت العامة تعيش في أمية لا تقرأ ولا تكتب ، وليس لهم طريق للضبط الا الحفظ والرواية ، وبقيت هذه السنة متبعة في العصور التالية أيضا . طبقات القراء : الطبقة الأولى من القراء هم قراء الصحابة الذين اشتغلوا بالتعليم والتعلم في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان جماعة منهم قد جمع القرآن كله ، ومنهم امرأة تسمى بأم ورقة بنت عبد الله بن حارث [1] . ( يراد بالجمع المنسوب في الأحاديث إلى أربعة من الأنصار أو خمسة أو ستة أو أكثر انهم تعلموا وحفظوا القرآن كله لا التأليف وترتيب السور والآيات في مصحف ، والا لم يبق مجال للتأليف والترتيب في زمن الخليفة الأول والثالث . وما نراه في