نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 234
أخص أو أمدح وأراد بقوله رفعا على الابتداء أنه خبر مرفوع بالابتداء على سبيل المدح كما تحققته في الذين يؤمنون بالغيب والطراف ما كان من الأديم والقبة ما كان مستديرا والخباء كالخيمة من الصوف والوبر دون الشعر وتكون على عمودين أو ثلاثة فقط والبيت أعم من الكل وقد فسرت بتفاسير أخر وبنى على امرأته كناية عن الدخول بها لاستلزامه نصب الحباء عليها في عادتهم ( قوله ما معنى إخراج الثمرات بالماء ) يريد أن السبب في الخروج قدرته تعالى ومشيئته لا الماء فكيف دخل باء السببية عليه وأجاب بأنه تعالى ( جعل الماء سببا في خروجها ومادة لها ) مع كونه قادرا على خلقها بلا سبب ومادة إلا أن له تعالى في الإنشاء الأشياء من موادها تدريجا حكما ليست في إنشائها دفعة وبغتة ، وقوله مدرجا حال من فاعل الإنشاء فإنه مراد معنى وحكما اسم لكن وضمير فيها الأشياء المخلوقة كذلك وعبرا مفعول يجدد ( قوله ومن في من الثمرات للتبعيض ) لوجوه الأول شهادة نظائرها الواردة في هذا المعنى فإن كلمة من في الآية الأولى ليست بيانية إذ لا مبهم هناك ولا ابتدائية وإلا لزم عدم ذكر المخرج ولا زائدة في الإثبات فهي تبعيضية والتنكير في الثانية يدل على البعضية لتبادرها منه سيما في جموع القلة الثاني أن ما قبله وما بعده أعني ( ماء ورزقا ) محمولان على البعض فليكن هو موافقا لهما الثالث أن المطابق لصحة المعنى وسداده في الواقع هو البعض فإن الله سبحانه لم ينزل من السماء كل الماء بل بعضه إذ رب ماء هو بعد في السماء ولم يخرج بالماء المنزل منها كل الثمرات بل بعضها فكم من ثمرة هي بعد غير مخرجة ولم يجعل المخرج كل الرزق بل بعضه وقد يتوهم أن قوله ولا أخرج بالمطر جميع الثمرات أراد به أن بعضها مخرج بماء الأنهار والعيون دون المطر فيكون منافيا لما ذكره في الزمر من أن جميع مياه الأرض هو من
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 234