نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 215
إذ لا قائل بأن بعضه من هذا وبعضه من ذاك ( قوله بالظرف على الاتفاق ) أي يجوز ذلك بالاتفاق لا أنه يجب ، بخلاف ما إذا لم يعتمد الظرف فإن سيبويه لا يجوز إعماله ، يقال انتفض من الرعدة وانتفض الفرس ( حدتها ) أي ساقتها ، وقوله ( من الارتعاد ) أي الرعد مشتق من الارتعاد ، فإن المصنف قد يرد المجرد إلى المزيد إذا كان المزيد أعرف بالمعنى الذي اعتبر في الاشتقاق كالقدير من التقدير والوجه من المواجهة . وقيل كلمة من هذه إتصالية أي هما من جنس واحد يجمعهما الاشتقاق من الرعدة ، وكذا الحال في قوله من برق الشئ بريقا ( قوله فما ظلماته ) هذه إضافة لأدنى ملابسة لا أنها بمعنى في ( قوله فإذا كان أسحم ) هذه الفاء جواب أما وكلمة إذا شرطية جزاؤها فظلمتا : أي إذا كان السحاب أسود مطبقا فهي : أي ظلمات ظلمتا سحمته وتطبيقه مضمومة إليهما ظلمة الليل فقوله مضمومة حال من ظلمتا نظرا إلى المعنى كأنه قيل إذا كان كذا ثبتت فيه الظلمتان منضمة إليهما ظلمة ثالثة ، وإنما لم يقل وظلمة الليل لأنها ليست في السحاب ، بل الأمر بالعكس ، لكنها باعتبار انضمامها إليهما تجعل في السحاب إما تغليبا وإما على أن كلمة " في " مستعارة للملابسة التي تعم الكل ، ولهذا أيضا قال في المطر مع ظلمة الليل ، والذي استفيد منه ظلمته هو قوله تعالى - كلما أضاء لهم مشوا فيه - ( قوله فظلمة تكاثفه ) لأن تقارب القطرات تقتضى قلة الهواء المتخلل المثير ( وظلمة إظلال غمامه ) بكسر الهمزة ( قوله كيف يكون ) يعنى أن ظرفية السحاب للرعد والبرق ظاهرة دون ظرفية المطر لهما أجاب بأنهما لما كانا في محل يتصل به هو أعلاه ومصبه : أعني السحاب جعلا كأنهما فيه بناء على استعارة كلمة في للملابسة الشبيهة بملابسة الظرفية كما شبهت بها ملابسة الشخص للبلد فاستعمل فيها كلمتها . وقيل أراد أن المطر كما ينزل من أسفل السحاب ينزل من أعلاه أيضا فهو شامل للفضاء الذي فيه الغيم فهما في جزء من المطر متصل بالسحاب ، كما أن الشخص في جزء من البلد فهذا أقرب إلى المثال والأول إلى عبارة الكتاب ( قوله يا عارضا ) بعده : لو شئت عدت بلاد نجد عودة * فحللت بين عقيقه وزروده ( العارض ) السحاب يعرض في الجو . تلفع بكذا تلحف به ، استعار التلفح بالبرود لتكاثفه وتراكمه ، ورشحها
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 215