نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 206
( قوله ويصعد ) استعار الصعود للعلو في المرتبة وبنى عليه ما يبنى على العلو في المكان من ظن الجهول بأن له حاجة في السماء ، قيل الصعود أيضا مبنى على ما تقدم من قوله : فما زال يقرع تلك العلى * مع النجم مرتديا بالغمام فإنه استعار للترقي في المعاني فروع المنابر والجبال : بنى على ذلك حديث الصعود وما بعده ( قوله ولبعضهم ) أراد به نفسه ، استعار ( الغيث ) للجواد ( والليث ) للشجاع وبنى على الأول ( المسبل ) أي الهطال ، وعلى الثاني ( المشبل ) أي ذا الشبل وهو الولد ، وبنى عليهما النهى عن أن يظن في سرباله : أي درعه أو ثوبه رجلا لتناسى التشبيه ، وادعاء أنه حقيقة الغيث والليث كما في كل استعارة مرشحة . فإن قيل : قد ذكر ههنا المشبه ، أعني الضمير في سرباله فلا يكون استعارة . وأجيب بأن المراد من طي المشبه أن لا يكون مذكورا على وجه ينبئ عن التشبيه ، وهو أن يكون بين طرفيه جمل أو ما هو في معناه وذلك لا ينافي ذكره على وجه اخر ، ألا ترى أنهم اتفقوا على أن القمر في قوله * قد زر أزراره على القمر * استعارة ولا شبهة في أن الضمير في قوله ( ففيه ) راجع إلى السربال دون الشخص ( أسد على ) جاز تعلق الظرف به لملاحظة ما يلزمه من الجرأة لا أنه يستعمل في معنى مجترئ أو صائل وإلا كان مجازا مرسلا ، وفات معنى التشبيه بالكلية كما في قولك زيد شجاع أو مجترئ ، وكذلك الحال في ( نعامة ) يلاحظ معها معنى الجبن والفرار ، وما قيل من أن أسدا في زيد أسد مستعمل في المشبه : أي المجترئ ، فيكون استعارة مردود بأن هذا المجموع ليس مشبها بالأسد ، فإن الشجاعة خارجة عن الطرفين اتفاقا ، فالحق أن أسدا مستعمل هناك في معناه الحقيقي ، وقد حمل على زيد بناء على دعوى كونه من أفراده فلا يظهر حينئذ تقدير الأداة لفوات المبالغة ، فإنك إذا قلت : زيد كالأسد فقد جعلت مشابهته للأسد مقصودا بالإثبات ، وإذا قلت زيد أسد كان مقصودك حمله عليه لا مشابهته إياه كما في سائر أفراده ، ثم إنه قد يلاحظ على سبيل التبعية لمعناه الحقيقي ما يلزمه من الجراءة والصولة وغيرهما من المعاني الملازمة فيعمل في الظرف باعتبار ذلك المعنى التابع ، وقد يرفع به الفاعل أيضا كما في قولك رأيت رجلا أسدا أبوه ، إما لقصد معنى المشابهة أولا باعتبار اللازم ، سواء جعل تابعا أو مستعملا فيه اللفظ ( والفتخاء ) المسترخية الجناحين ، وهى صفة لازمة للنعامة ، والبيت لعمران بن حطان مفتى الخوارج وزاهدها ، وبعده : هلا برزت إلى غزالة في الوغى * بل كان قلبك في جناحي طائر وقد مر ذكر غزالة امرأة شبيب الخارجي . قال ابن دريد : هذه المرأة دخلت الكوفة في ثلاثين فارسا وفيها
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 206