نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 189
أن إيلاء المدد في الطغيان من الأفعال القبيحة التي تسند إلى الشياطين ، فلا يجوز إسناده إلى الله تعالى . وأجاب أولا بأنهم لما أصروا على كفرهم خذلهم الله تعالى ومنعهم ألطافه فتزايد الرين : أي الدنس في قلوبهم ، فسمى ذلك التزايد : أي ما تزايد من الرين مددا في الطغيان ، وأسند إيلاؤه إلى الله نعالى ، ففي المسند مجاز لغوى ، وفى الإسناد مجاز عقلي لأنه إسناد الفعل إلى المسبب له ، وفاعله في الحقيقة هم الكفرة . وثانيا بأنه أريد بالمد في الطغيان ترك القسر والإلجاء إلى الإيمان على ما سبق تقريره ، وهو فعل الله تعالى ، فإسناده إليه حقيقة وإن كان المسند مجازا . وثالثا بأن المراد منه معناه الحقيقي وهو فعل الشيطان ، لكن أسند إليه تعالى مجازا على مذهبه لأنه بتمكينه وإقداره ، وقد يتوهم أن إيقاع المد عليهم تجوز لازم على كل مذهب لأن حقيقته أن يوقع على الطغيان ونحوه مما وقع الزيادة فيه . ويدفع بأن المفهوم من مد طغيانهم ومدهم في الطغيان واحد ( قوله وإلا ) أي وإن لم يطابق اللفظ المعنى ولم يشهد بصحته ( كان ) المعنى أي نسبته ( منه ) أي من اللفظ ( بمنزلة نسبة الأروى ) وهو اسم جنس الأروية : أعني الأنثى من الوعول ولا تسكن إلا الجبل ( من النعام ) الذي لا يسكن إلا السهل ، وهما مثل لغاية التباعد والتباين كالضب والنون ( تعاهد ) الشئ تحفظ به وتعهد أفصح منه ( قوله وماوقع ) أي وبقاء ما وقع به التحدي وسليما حال من الموصول وقوله ( من تعاهد النظم ) متعلق بمعنى البعد المستفاد من قوله على مراحل ( قوله ويعضده ما قلناه ) من أن يمدهم من المدد دون المد ( قول الحسن ) لأن التمادي في الضلالة يناسب تزايد الرين والظلمة لا امتداد العمر والإمهال ( وأن هؤلاء ) بفتح الهمزة معطوف على قول الحسن : أي ويضده هذا أيضا ، لأن الطبع على القلوب يناسب ذلك التزايد لا طول العمر ، وكسرة الهمزة على أنه من تتمة قوله وهم ، واللقيان هو اللقاء ، والغنيان هو الغنى . يقال غنيت المرأة بزوجها غنيانا : أي استغنت به ، وقيل هو مصدر قولك غنى بالمكان : إذا أقام ( قوله فيها ) أي
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 189