responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 172


الاستعارة التمثيلية على قياس ما مر تحقيقه في - ختم الله على قلوبهم - فلا تغفل . والجواب الثاني أن المخادعة محمولة على حقيقتها لكنها ترجمة عن معتقدهم الباطل وظنهم الفاسد ، كأنه قيل : يزعمون أنهم يخدعون الله وأنه يخدهم . وقد أشار بقوله ولا أن لذاته تعلقا بكل معلوم إلى مذهبه : أي هو عالم بالذات لا بعلم قائم بذاته ( قوله أن يذكر الله تعالى ويراد الرسول ) لم يرد أن لفظ الله تعالى أطلق على رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه لا يطلق على غيره تعالى لا حقيقة ولا مجازا ، بل أراد أن هناك نسبة إبقاعية من قبيل المجاز العقلي كما فصله في المثال الذي أورده . وملخص الجواب الرابع أن ذكر الله تعالى ليس لتعليق الخدع به بل لمجرد التوطئة ، وفائدتها ههنا التنبيه على قوة اختصاص المؤمنين بالله تعالى وقربهم منه ، حتى كان الفعل المتعلق به دونه يصح أن يتعلق به أيضا ، وكذا الحال في أعجبني زيد وكرمه ، فإن ذكر زيد توطئة وتنبيه على أن الكرم قد شاع عنه وتمكن بحيث يصح أن يسند إليه أيضا الإعجاب الذي هو للكرم لا لزيد ، ومثل هذا العطف يسمى جاريا مجرى التفسير ، وأما قولك أعجبني زيد كرمه على الإبدال فليس في تلك المرتبة من إفادة التلبيس بينهما لدلالته على أن المقصود بالنسبة هو الثاني فقط ، وإنما ذكر الأول سلوكا لطريقة الإجمال والتفصيل ، وفى صورة العطف قد دل بحسب الظاهر على قصد النسبة إليهما معا فيكون أدل على قوة التمكن ( قوله ومثله والله ورسوله أحق أن يرضوه ) فإنه وحد فيه الضمير للدلالة على أن المقصود إرضاء الرسول ، وأن ذكر الله تعالى للإشعار بأن الرسول من الله تعالى بمنزلة عظيمة واختصاص قوى حتى سرى الإرضاء منه إليه ، وكذا الحال في الإيذا فإنهم لا يؤذون الله حقيقة بل الرسول وحده . وأما قوله علمت زيدا فاضلا فهو نظير لما نحن فيه من حيث إن المقصود الأصلي هو الثاني بناء على أن مناط الفائدة ومصب الغرض هو الخبر ، إذ منه ينتزع الحكم بالنسبة وإن لم يكن الأول ملغى بالكلية ، فلا يرد أن العلم متعلق بالنسبة القائمة بالطرفين فهما مقصودان معا تباعا لها ، فلا يكون ذكر زيد توطئة وتمهيدا لذكر فضله ، وإنما قال : كأنه قيل

نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست