responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 113


التي تحيط به من الخارج فأكثر وأوفر ، ومن حاول احصاء هذه أو تلك فقد طلب المحال ، ولكل منها أثره وعمله ، والإنسان معها جميعا بين مد وجزر ، فحصر المؤثرات بالمادة وحدها ، تماما كحصرها بالقوى الروحية ، أو بالعرق . .
الكل باطل وغير صحيح . أجل ، ان الفقر باعث قوي على الرذيلة والإثم ، وربما كان أقوى البواعث على الإطلاق ، لذا قال علي أمير المؤمنين ( ع ) : كاد الفقر أن يكون كفرا .
ولكن إذا تم للإنسان ما يحتاج إليه في حياته فلن تتم له السكينة والاستقرار الا إذا آمن بمبادئ انسانية ، يلائم بينها وبين سلوكه ، وركن إلى دين قويم يعصمه عن الخطايا والذنوب [1] .
شيء من لا شيء :
وتسأل : كيف تدفقت العيون من حجر يحمله الإنسان في يده ؟ وهل يكون المحال ممكنا ؟ هل يوجد شيء من لا شيء ، أو الكثير من القليل ؟ يحفر الإنسان آلاف الأمتار في الأرض ، ومع ذلك لا يخرج الماء إذا لم يكن موجودا في مكان الحفر ، فكيف نبع الماء من حجر لا عين ولا أثر فيه للماء ؟ .
الجواب : لا تفسير من العلم والطبيعة لهذا إطلاقا ، لا تفسير الا بالمعجز وخوارق العادات ، والا بقوله جلت قدرته : كن فيكون ، تماما كانفلاق البحر ، ووقوف مائه كالجبال ، ونزول المنّ والسلوى من السماء ، وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ، وولادة عيسى بلا دنس ، واحيائه الموتى ، وخلقه الطير من الطين ، إلى غير ذلك . . فمن آمن باللَّه وقدره حق قدره اقتنع مكتفيا بهذا ، ومن جحد وعاند فلا كلام في الفرع بعد أن أنكر الأصل . . واني على يقين ان الذين يطلبون تفسيرا علميا ودقيقا لكل شيء ، ان هؤلاء قد مر في حياتهم



[1] في سنة 1936 تنازل أدوار الثامن عن عرش الإمبراطورية البريطانية التي لم تغب الشمس عن سلطانها آنذاك تنازل عن العرش من أجل امرأة ، اسمها واليس ، تزوجت قبله مرتين وطلقت ، وفضل أن يعيش معها مشردا ، ينتقل من بلد إلى بلد بحثا عن عمل ، ولا حجة أقوى من هذه الحادثة على خطأ من حصر البواعث كلها بالمادة .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست