responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 106


وتجدر الإشارة إلى أن المراد من قوله تعالى : « فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ » ، وقوله بعثناكم ، المراد من كان في عصر موسى ( ع ) الذين قالوا له : « حَتَّى نَرَى اللَّهً جَهْرَةً » فلا يشمل الخطاب موسى ، ولا من لم يقل له ذلك . . وبالأولى أن لا يشمل حقيقة اليهود الذين كانوا في عهد محمد ( ص ) وانما وجه الخطاب إليهم تجوزا وتوسعا في الاستعمال بالنظر إلى أنهم من نسل الذين قالوا : حتى نرى اللَّه جهرة .
( وظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ والسَّلْوى ) . جرى ذلك حين خرج الإسرائيليون من مصر ، وتاهوا في صحراء سيناء ، حيث لا بنيان ولا عمران ، فشكوا إلى موسى حر الشمس ، فأنعم اللَّه عليهم بالغمام يظللهم ، ويقيهم حر الهاجرة ، وأنعم عليهم أيضا بالمنّ والسلوى ، يأكلون منهما بالإضافة إلى ما تيسر لهم من الأطعمة ، ويأتي في تفسير الآية 60 ان الماء تفجّر لهم من الحجر الذي ضربه موسى بعصاه .
وغريب أمر بعض المفسرين ، حيث يفسر من تلقائه ما سكت اللَّه عن بيانه وتفسيره ، ويحصي عدد الذين قتلوا أنفسهم للتوبة من عبادة العجل ، يحصيهم بسبعين ألف نسمة ، كما أحصى عدد الذين أخذتهم الصاعقة بسبعين رجلا ، أما المنّ فلكل فرد صاع ، وأما السلوى فكانت تنزل من السماء حارّة يتصاعد منها البخار ، وما إلى ذلك مما لا نص قطعي ولا ظني يدل عليه ، ويبعّد ولا يقرب . . وقد ثبت عن الرسول الأعظم ( ص ) : ان اللَّه سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا ، فلا تتكلفوها رحمة من اللَّه لكم .
وفي نهج البلاغة :
ان اللَّه افترض عليكم الفرائض فلا تضيعوها ، وحدّ لكم حدودا فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء ، ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها .
( وما ظَلَمُونا ولكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) . ونفي المظلومية عن اللَّه سبحانه ، تماما كنفي الولد والشريك عنه من باب السالبة بانتفاء الموضوع على حد تعبير أهل المنطق ، لأن الثبوت محال عقلا . . فهو أشبه بقولك عن الأعزب : انه لا ولد له ، وعمن يجهل اللغة العربية لم يؤلف فيها قاموسا . . أما ظلم اليهود لأنفسهم فلسفههم ، وجحودهم بأنعم اللَّه الذي لا تنفعه طاعة من أطاع ، ولا

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست