ونحن في هذا البحث - الذي لم نقصد به الدفاع عن أحدٍ أو الردّ على أحد - تعرّضنا لهذه « الشبهة » وكأنّها « مسألة » جديرة بالبحث والتعقيب والتحقيق ، . . . فاستعرضنا في فصوله أهمّ ما يوهم التحريف قولاً وقائلاً ودليلاً . . . لدى الشيعة وأهل السنّة . . . ودرسنا كلّ ما قيل أو يمكن أن يقال في هذا الباب دراسةً موضوعيّة . . . وحدّدنا ما يمكن أن يتمسك به للتحريف من الأخبار والآثار ، ومن يجوز أن ينسب إليه القول به من العلماء في الطائفتين . . .
فوجدنا الأدلّة على عدم التحريف من الكتاب والسنة وغيرهما كثيرةً وقويمة ، وأنّ القول بصيانة القول عن التحريف هو مذهب المسلمين عامّةً إلاّ من شذّ . . .
لكنّ هذا الشذوذ جاء اغتراراً بأحاديث مخرّجة في الكتب الموصوفة بالصحّة عند أهل السنّة . . . مسندةً إلى جماعة من صحابة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى رأسهم من اعترف منهم بأن « كلّ الناس أفقه منه حتى النساء في الخدور » . . . وهذه هي المشكلة . . . لكّن الحقّ عدم صحّة تلك الأحاديث أيضاً ، وأنّ تلك الكتب - كغيرها - تشتمل على أباطيل وأكاذيب . . . والحقّ أحقّ أن يتّبع . . .
وكان هذا البحث قد نشر في مجلّة « تراثنا » الموقّرة - التي تصدر عن ( مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ) العلمية التحقيقية المخلصة - على شكل حلقات ، ثم طلبت مؤسّسة ( دار القرآن الكريم ) - من مؤسسات سيدنا الأستاذ وزعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى السيد الگلپايگاني طاب ثراه - نشرة في كتاب .
ولمّا نفدت نسخه وكثر الطلب عليه من مختلف البلدان ، بادرنا إلى نشره بعد