ولكنّ محمد بن كعب القرظي لم يذكر زيداً فيمن جمع القرآن على عهد النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - (1) .
وأمّا على عهد أبي بكر فقد عرفت بطلان أحاديث الجمع على عهده ، على أنّ أبا بكر لم يصفه إلاّ ب « إنّك رجل شابّ عاقل لا نتّهمك » وما كان فيه شيء يتقدّم به على ابن عبّاس وابن مسعود وأُبَيّ بن كعب وأضرابهم من حفّاظ القرآن وقرّائه والعلماء فيه . . .
مضافاً إلى أنّ قوماً من أهل السنّة عارضوا بهذا الحديث حديث أنس بن مالك أنّ زيد بن ثابت أحد الّذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قالوا : « فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأملاه من صدره وما احتاج إلى ما ذكر » (2) .
وأمّا حديث معارضة القرآن على قراءته - كما عن ابن قتيبة - فقد تكذّبه رواية وكيع وجماعة معه ، عن الأعمش عن أبي ظبيان « قال : قال لي عبد الله بن عبّاس : أيّ القراءتين تقرأ ؟ قلت : القراءة الأولى قراءة ابن أمّ عبد ، فقال : أجل هي الآخرة ، إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان يعرض القرآن على جبرئيل في كلّ عام مرّة ، فلمّا كان العام الذي قبض فيه رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عرضه عليه مرّتين ، فحضر ذلك عبد الله فعلم ما نسخ من ذلك وما بدّل » (3) .