نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 56
الطوسي ونهبت داره . ثم قال في حوادث سنة 449 ه : وفي صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام ، وأخرج إلى الكرخ وأضيف اليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديما يحلمونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع إلخ . ولما رأى الشيخ الخطر محدقا به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذا بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وصيرها مركزا للعلم وجامعة كبرى للشيعة الامامية ، وعاصمة للدين الاسلامي والمذهب الجعفري ، وأخذت تشد إليها الرحال وتعلق بها الآمال ، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى أفئدتهم وقام فيها بناء صرح الاسلام ، وكان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة نفسه فقد بث في أعلام حوزته الروح العلمية ، وغرس في قلوبهم بذور المعارف الآلهية ، فحسروا للعلم عن سواعدهم ووصلوا فيه ليلهم بنهارهم عاكفين على دروسهم خائضين عباب العلم خائضين على أسراره موغلين في استبطان دخائله واستخراج مخبآته ، وكيف لا يكونون كذلك وقد شرح الله للعلم والعمل صدورهم وصقل أذهانهم وارهف طباعهم فحموا وطيس العلم ، وبان فضل النجف على ما سواها من المعاهد العملية ، وخلفوا الذكر الجميل على مر الدهور والأعصار أعلى الله في الفردوس درجاتهم ، ولقد أحسن وأجاد صديقنا العلامة الحجة السيد علي نقي النقوي دام ظله حيث قال : ذا شيخنا الطوسي شيد بها * لربوع شرع المصطفى شرف فهو الذي اتخذ ( الغري ) له * مأوى به العلياء تعتكف فتهافتوا لسراج حكمته * مثل الفراش اليه تزدلف وقفتهم الأبناء ضامنة * تجديد ما قد شاءه السلف الخ تلك هي جامعة النجف العظمى التي شيد شيخ الطائفة ركنها الأساسي ووضع حجرها الأول ، وقد تخرج منها خلال هذه القرون المتطاولة آلاف مؤلفة من أساطين الدين وأعاظم الفقهاء وكبار الفلاسفة ونوابغ المتكلمين ، وأفاضل المفسرين واجلاء اللغويين ، وغيرهم ممن خبروا العلوم الاسلامية بأنواعها وبرعوا فيها أيما
المقدمة 6
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 56