نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 23
[ ومن أجل هذا وذاك أصبحت كغيرها من مراقد آل محمد عليهم السلام هدفا لأعدائهم ، فقد انتابتها النكبات ، وخرجت ثلاث مرات ، هدمها للمرة الأولى الأمير سبكتكين ، وقوضها للمرة الثانية الغزنويون ، وأتلفتها للمرة الثالثة عاصفة الفتنة المغولية عام 716 ه على عهد الطاغية جنگيزخان ، وقد تجددت أبنيتها وأعيدت آثارها بعد كل مرة ، وهي اليوم - مع ما حل فيها من تخريب ودمار - من أجل معاهد العلم عند الشيعة بالرغم من أعدائهم وفيها خزانة كتب للامام الرضا عليه السلام بحق للعالم الشيعي أن بعدها من مفاخرة ، والله غالب على أمره . ] ولادته ونشأته : ولد شيخ الطائفة في طوس في شهر رمضان سنة 385 هجرية - أعني عام وفاة هارون بن موسى التلعكبري ، وبعد أربع سنين من وفاة الشيخ الصدوق - وهاجر إلى العراق فهبط بغداد في سنة 408 ه (1) وهو ابن ثلاثة وعشرين عاما ، وكانت زعامة المذهب الجعفري فيها يومذاك لشيخ الأمة وعلم الشيعة محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد عطر الله مثواه ، فلازمه ملازمة الظل ، وعكف على الاستفادة منه ، وأدرك شيخه الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري المتوفى سنة 411 ه ، وشارك النجاشي في جملة من مشايخه ، وبقى على اتصاله بشيخه حتى اختار الله للأستاذ دار لقائه في سنة 413 ه ، فانتقلت زعامة الدين ورياسة المذهب إلى علامة تلاميذه علم الهدى السيد المرتضى طاب رمسه ، فانحاز شيخ الطائفة اليه ، ولازم الحضور تحت منبره ، وعني بها المرتضى ، وبالغ في توجيه وتلقينه ، واهتم له أكثر من سائر تلاميذه ، وعين له في كل شهر إثنى عشر دينارا (2) وبقى ملازما له طيلة ثلاث
(1) فما ذكره في " الروضات " من روايته عن الشريف الرضي كما في ترجمة الشريف ص 573 من الطبعة الأولى من سبق القلم ، حيث كانت وفاة الشريف سنة 406 ه بالاجماع ، و دخول الشيخ بغداد كان في 408 كما صرح به هو أيضا في ص 581 ، والغريب نقل بعض لذلك عن " مستدرك الوسائل " لشيخنا الحجة النوري وهو خال من ذلك بل هو الذي نبه على هذا الاشتباه . (2) ان هذا وأمثاله مما يكذب ما ينسبونه إلى السيد المرتضى من البخل ، وانه دخل على الوزير المهلبي فقدم له عريضة يطلب فيها رفع ضريبة قدرها عشرون دينارا فرضت على أرض له فلم يحفل الوزير به واعرض عنه فلامه بعض الحضور على اهانته واحترام أخيه الرضي مع انه دونه في العلم والفضل فعلل بما مر . هذا كله مما خلقه المغرضون وأنت ترى ان انتقال الرياسة الدينية اليه في بغداد بذلك العصر يستلزم الكرم والجود الفائقين ، كما ان مما لا شك فيه انه كان بعول بجماعة من تلامذته - غير الشيخ الطوسي - أن لم يعل بالجميع ، ويبذل لهم ما كان يبذل له وقد ذكر الشيخ البهائي في " الكشكول " ما كان يجريه المرتضى للشيخ الطوسي وقال بعده : ولأبي البراج كل شهر ثمانية دنانير الخ . وقد تصدى لرد مثل هذه المختلقات ولدنا الدكتور عبد الرزاق محي الدين في كتابه " أدب السيد المرتضى " الذي نال به شهادة الدكتوراه في الأدب من القاهرة ، والذي عرضه علينا بعد عودته إلى العراق فراقنا كثيرا وكتبنا عليه تقريظا .
المقدمة 3
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 23