قال محمود رحمه الله ( فإن قلت فما وجه قراءة من قرأ " ص وق ون " مفتوحات الخ ) قال أحمد رحمه الله تعالى :
كلامه على الوجه الأول يوجب كونها معربة ، وعلى الوجه الثاني يحتمل أن يكون أراد أن الفتحة لالتقاء الساكنين نشأت عن سكون الحكاية ، فإنها إنما تحكى ساكنة مجردة من سمة الإعراب فلا تكون الحركة إذا إعرابا ، إذ لا مقتضى له مع الحكاية ولابناء إذ هي معربة عنده على هذا التقدير ، ويحتمل أن يكون أراد أنها مبنية فتكون الحركة مثلها في أين وكيف حركة بناء ، والأول هو الظاهر من مراده إذ حتم قبل أنها معربة على أن سيبويه نص في كتابه على ما أورده بلفظه . قال : وأما ص فلا يحتاج إلى أن يجعل اسما أعجميا لأن وزنه في كلامهم ، ولكنه يجوز أن يكون اسما للسورة فلا يصرف ، ويجوز أن يكون أيضا يس وص اسمين غير متمكنين فيلزمان الفتح كما ألزمت الأسماء غير المتمكنة للحركات نحو كيف وأين وحيث وأمس اه كلام سيبويه . وفيه رد على الزمخشري رحمه الله في حتمه أن تكون معربة وأن فتحتها نصب أو لالتقاء الساكنين العارض للحكاية على ما ظهر من مقوله آنفا ، وسيأتي له أيضا ما يدل على أنه لا يجوز بناؤها البتة . أقول بعد تسليم أن الأول هو الظاهر من مراده ، فما ذكره حكاية عن سيبويه غير وارد عليه لأنه اختار أحد الوجهين .
قال محمود رحمه الله ( هلا زعمت أنها مقسم بها الخ ) قال أحمد رحمه الله : وله البقاء على أنها منصوبة على القسم وجعل الواو عاطفة على مذهب الخليل وسيبويه في أمثاله ، ويسلك حينئذ في العطف سبيل :