به من ذلك أعظم مما يقع أو أهول ، وأنه مهما اندفع عنهم مما هو أعظم في المقدور فإنما يدفعه عنهم إلى ما هو أخف وأسهل لطفا بهم ورحمة ليكون هذا التنبيه باعثا لهم على الصبر وحاملا على الاحتمال . والذي يرشد إلى أن هذا مراد أن سبق التوعد بذلك لم يكن إلا ليكونوا متواطئين على ذلك عند وقوعه ، فيكون أيضا باعثا على تحمله ، لان مفاجأة المكروه بغتة أصعب والانذار به قبل وقوعه مما يسهل موقعه ، وحاصل ذلك لطف في القضاء فسبحان اللطيف بعباده . وإذا فكر العاقل فيما يبتلى به من أنواع البلايا وجد المندفع عنه منها أكثر إلى ما لا يقف عند غاية ، فنسأل الله العفو والعافية واللطف في المقدور .