تقدير فعل الابتداء مستقل بالغرض من البسملة ، إذ الغرض منها أن تقع مبدأ ، فتقدير فعل الابتداء أوقع بالمحل ، وأنت إذا قدرت أقرأ فإنما تعنى أبتدئ القراءة ، والواقع في أثناء التلاوة قراءة أيضا ، لكن البسملة غير مشروعة في غير الابتداء ، ومنها ظهور فعل الابتداء في قوله تعالى - اقرأ بسم ربك - وقوله عليه السلام والسلام " كل أمر خطير ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر " ولا يعارض هذا ما ذكر من ظهور فعل القراءة في قوله تعالى - اقرأ بسم ربك - فإن فعل القراءة إنما ظهر ثم لأن الأهم هو القراءة غير منظور إلى الابتداء بها ، ألا ترى إلى تقدم الفعل فيها على متعلقه لأنه الأهم ، ولا كذلك في البسملة فإن الفعل المقدر كائنا ما كان إنما يقدر بعدها ، ولو قدر قبل الاسم لفات الغرض