نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 489
لقنهم أن يطلبوا منه الهداية إلى الصراط المستقيم . وقد اشتملت هذه السورة الكريمة في بداءتها على تمجيد الله سبحانه ، والثناء عليه بما هو أهله واشتملت في نهايتها على سؤال الهداية منه . وبين تلك البداءة وهذه الخاتمة أنزل الله تعالى قوله : " إياك نعبد وإياك نستعين " فهو نتيجة للتمجيد السابق وتوطئة للسؤال اللاحق ، فإن في التمجيد السابق ملاك حصر العبادة والاستعانة به تعالى فالمستحق للعبادة إنما هو الله بذاته وبرحمته وسلطانه ، وغيره لا يستحق أن يعبد أو يستعان به . وإذا كانت العبادة والاستعانة منحصرتين بالله سبحانه فلا مناص للعبد من أن يدعو ربه الذي حصر عبادته واستعانته به . ومن هنا ورد عن الطريقين " أن الله تبارك وتعالى قد جعل هذه السورة نصفين : نصف له ونصف لعبده ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، يقول الله تعالى : مجدني عبدي ، وإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم ، قال الله تعالى : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " [1] . ثم إنك عرفت أن الطرق التي يسلكها البشر في أعمالهم وإيمانهم ثلاثة : أحدها : الطريق الذي مهده الله لعباده ، يسلكه من هداه الله إليه بفضله وإحسانه . ثانيها : الطريق الذي يسلكه الضالون . ثالثها : الطريق الذي يسلكه المغضوب عليهم . وقد بين الله سبحانه مغايرة الطريق المستقيم للطريقين الآخرين ببيان أن سالكي هذا الطريق غير سالكي ذينك الطريقين . وبذلك بين أن من اجتنب الطريق المستقيم فلا مناص له من الخذلان ، إما بضلاله فحسب وإما بضلاله مع استحقاقه الغضب الإلهي . أعاذنا الله من الخذلان وهدانا إلى صراط المستقيم .
[1] عيون أخبار الرضا - باب ما جاء عن الرضا من الاخبار المتفرقة ص 166 ، طبعة إيران سنة 1317 ه . وتقدم نظير هذا عن أبي هريرة في الصفحة 446 من هذا الكتاب .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 489