نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 430
غالبا في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات : كالعليم والقدير والشريف ، والوضيع والسخي والبخيل والعلي والدني . فالفارق بين الصفتين : أن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها ، والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط . ومما يدل على أن الرحمة في كلمة " رحيم " غريزة وسجية : أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها إلا متعدية بالباء ، فقد قال تعالى : " إن الله بالناس لرؤف رحيم 1432 . وكان بالمؤمنين رحيما 33 : 43 " . فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت عن التعدية إلى اللزوم . وذهب الآلوسي إلى أن الكلمتين ليستا من الصفات المشبهة ، بقرينة إضافتهما إلى المفعول في جملة : " رحمن الدنيا والآخرة وحريمهما " . والصفة المشبهة لا بد من أن تؤخذ من اللازم [1] . وهذا الاستدلال غريب ، لان الإضافة في الجملة المذكورة ليست من الإضافة إلى المفعول بل هي من الإضافة إلى المكان أو الزمان . ولا يفرق فيها بين اللازم والمتعدي . ثم إنه قد ورد في بعض الروايات : أن " الرحمن " اسم خاص ومعناه عام وأما لفظ " الرحيم " فهو اسم عام ، ومعناه خاص ومختص بالآخرة أو بالمؤمنين [2] إلا أنه لا مناص من تأويل هذه الروايات أو طرحها ، لمخالفتها الكتاب العزيز ، فإنه قد استعمل فيه لفظ " الرحيم من غير اختصاص بالمؤمنين أو بالآخرة ففي الكتاب العزيز :
[1] تفسير الآلوسي ج 1 ص 59 . [2] تفسير الطبري ج 1 ص 43 ، وتفسير البرهان ج 1 ص 28 .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 430