نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 20
الثالث : أن يكون معناها أن حوادث الأمم السابقة تجري بعينها في هذه الأمة ، فهي بمعنى قوله تعالى : * ( لتركبن طبقا عن طبق 84 : 19 ) * ، وبمعنى الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله " لتركبن سنن من قبلكم " [1] . أما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " من تركه من جبار قصمه الله " فلعل فيه ضمانا بحفظ القرآن عن تلاعب الجبارين ، بحيث يؤدي ذلك إلى ترك تلاوته وترك العمل به ، والى جمعه من أيدي الناس كما صنع بالكتب الإلهية السابقة [2] فتكون إشارة إلى حفظ القرآن من التحريف . وسنبحث عنه مفصلا . وهذا أيضا هو معنى قوله في الحديث : " لا تزيغ به الأهواء " بمعنى لا تغيره عما هو عليه ، لان معاني القرآن قد زاغت بها الأهواء فغيرتها . وسنبين ذلك مفصلا عند تفسير الآيات إن شاء الله تعالى . وأشار الحديث إلى أن الأمة لو رجعوا إلى القرآن في خصوماتهم ، وما يلتبس عليهم في عقائدهم وأعمالهم لأوضح لهم السبيل . ولوجدوه الحكم العدل ، والفاصل بين الحق والباطل . نعم ، لو أقامت الأمة حدود القرآن ، واتبعت مواقع إشاراته وإرشاداته ، لعرفت لحق وأهله ، وعرفت حق العترة الطاهرة الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرناء الكتاب ، وأنهم الخليفة الثانية على الأمة من بعده [3] ولو استضاءت الأمة بأنوار معارف القرآن ، لأمنت العذاب الواصب ، ولما تردت في العمى ، ولا غشيتهم حنادس الضلال ، ولا عال سهم من فرائض الله ، ولا زلت قدم عن الصراط السوي ، ولكنها أبت إلا الانقلاب على الأعقاب ، واتباع الأهواء ، والانضواء
[1] ورد هذا اللفظ في كنز العمال ج 6 ص 40 ، من حديث سهل بن سعد . انظر بقية المصادر في قسم التعليقات رقم [3] . [2] راجع الهدى إلى دين المصطفى ج 1 ص 34 ، لآية الله الحجة الشيخ محمد جواد البلاغي . ( 3 ) تقدم مصادر حديث الثقلين في ص 26 رقم ( 2 ) ، وفي بعض نصوصه تصريح بأن القرآن والعترة خليفتا الرسول " ص " .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 20