نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 112
السماء وحده آية كافية في الدلالة على صدقه ؟ أو ليست في هذه التشهيات الباردة دلالة واضحة على عنادهم للحق . وتمردهم عليه ؟ ! ! . ثانيا : إن هذه الأمور التي اقترحها المشركون في الآيات المتقدمة منها ما يستحيل وجوده ، ومنها ما لا يدل على صدق دعوى النبوة . فلو وجب على النبي - ص - أن يجيب المقترحين إلى ما يطلبونه ، فليس هذا النوع من الأمور المقترحة مما تجب إجابته . وإيضاح هذا : أن الأمور المقترحة على النبي - ص - المذكورة في هذه الآيات ستة : ثلاثة منها مستحيلة الوقوع ، وثلاثة منها غير مستحيلة ، ولكنها لا تدل على صدق المدعي للنبوة [1] . فالثلاثة المستحيلة : أولها : سقوط السماء عليهم كسفا . فان هذا يلازم خراب الأرض ، وهلاك أهلها ، وهو إنما يكون في آخر الدنيا . وقد أخبرهم النبي - ص - بذلك ، ويدل عليه قولهم : " كما زعمت " وقد ذكر هذا في مواضع عديدة من القرآن الكريم . منها قوله تعالى : " إذا السماء انشقت 84 : 1 . إذا السماء انفطرت 82 : 1 . إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء 34 : 9 " . وإنما كان ذلك مستحيلا ، لان وقوعه قبل وقته خلاف ما تقتضيه الحكمة
[1] انظر الحديث الكامل - الذي يقص محاورة قريش مع النبي - ص - في فرض هذه الأمور المستحيلة عليه ، محاولة تعجيزه وتبكيته - في قسم التعليقات برقم ( 6 ) .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 112