نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 59
والرأي الآخر هو الذي تتبناه بعض الطوائف الإسلامية في إباء النص القرآني للتفسير وعدم حجية ظواهر القرآن ، واحتجوا على ذلك بجملة من الروايات والأحاديث ، لا تنهض بهذه الدعوى ، وانتهوا إلى أن النص القرآني لا يمكن فهمه بشكل دقيق ، إلا إذا اقترن هذا النص بتفسير دقيق من جانب المعصوم . وهذا الاتجاه كالاتجاه الأول لم يقاوم الحركة العلمية التي قام بها علماء المسلمين من بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الوقت الحاضر من تفسير القرآن . وساد بين هذا التصور وذاك تصور ثالث وسط ، كان هو التصور الحاكم على الأوساط العلمية الإسلامية وهو الحاجة إلى التفسير لفهم النص القرآني أولا ، وقبول النص القرآني للتفسير ، وإمكان التدبر والتأمل في آيات كتاب الله لعامة العلماء ثانيا . الحاجة إلى التفسير لفهم النص القرآني لقد شاع بين المسلمين تفسير القرآن وتدريسه منذ عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى اليوم ، ولو لا الحاجة إلى التفسير لفهم النص القرآني ، وتيسيره إلى الأذهان لم يشع بين المسلمين أمر التفسير منذ عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الوقت الحاضر إلى هذه الدرجة . وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أول من فسر القرآن ، وإلى هذه الحقيقة تشير النصوص التالية : 1 - سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن السبيل في قوله تعالى : ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ) * فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « الزاد والراحلة » . « 1 » 2 - وسألت عائشة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الكسوة الواجبة في كفارة الأيمان في قوله تعالى : فَكَفَّارَتُه إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ ) * « 2 » فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « عباءة لكل مسكين » . « 3 » 3 - وسأله رجل من هذيل عن قوله تعالى : ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) * . « 4 » قال : يا رسول الله ، من تركه فقد كفر ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من تركه لا يخاف عقوبته ، ولا يرجو ثوابه » . « 5 » وهو بمعنى الإنكار والجحود لهذه الفريضة الإسلامية التي هي من ضروريات الإسلام .