نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 81
الكتاب المكنون إلا المطهرون ، وربما يؤيد هذا الوجه بأن الآية سيقت تنزيها للقرآن من أن ينزل به الشياطين ، وان محله لا يصل إليه ، فلا يمسه إلا المطهرون ، فيستحيل على أخابث خلق الله وأنجسهم أن يصلوا إليه أو يمسوه ، قال تعالى : ( وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون ) . ( 1 ) د : ( تنزيل من رب العالمين ) وهذا هو الذي يركز عليه القرآن في مواقف مختلفة ، وانه كتاب الله وليس من صنع البشر . وأما الصلة بين القسم والمقسم به : فهو واضح ، فلان النجوم بمواقعها أي طلوعها وغروبها يهتدي بها البشر في ظلمات البر والبحر ، والقرآن الكريم كذلك يهتدي به الانسان في ظلمات الجهل والغي ، فالنجوم مصابيح حسية في عالم المادة كما أن آيات القرآن مصابيح معنوية في عالم المجردات . إكمال إنه سبحانه قال : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) فالمراد منه القسم بلا شك ، بشهادة انه قال بعده : ( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) فلو كان معنى الآية هو نفي القسم فلا يناسب ما بعده حيث يصفه بأنه حلف عظيم ، وقد اختلف المفسرون في هذه الآيات ونظائرها ، إلى أقوال : 1 . لا زائدة ، مثلها قوله سبحانه : ( لئلا يعلم ) . 2 . أصلها لأقسم بلام التأكيد ، فلما أشبعت فتحتها صارت لا كما في الوقف . 3 . لا نافية بمعنى نفي المعنى الموجود في ذهن المخاطب ، ثم الابتداء
1 - الشعراء : 210 - 211 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 81