نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 6
قومه ليبين موقفه من الكتاب ، وقال : والله قد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ، وان له لحلاوة ، وان عليه لطلاوة ، وان أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وانه ليعلو وما يعلى عليه . ( 1 ) فقد أدرك منطيق قريش بصفاء ذهنه ما يحتوي عليه القرآن من أسرار وكنوز . نعم ، قد سبقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك حيث عرف القرآن ، بقوله : له ظهر وبطن ، وظاهره حكم ، وباطنه علم ، وظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة . ( 2 ) وقد أفاض الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بيان أبعاد القرآن غير المتناهية ، وقال في خطبة يصف فيها القرآن بقوله : أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقده ، وبحرا لا يدرك قعره - إلى أن قال : - و ينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الاسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المنتزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون . ( 3 ) وقد أثبت توالي التأليف حول القرآن الكريم على مختلف الأصعدة ، انه كتاب القرون والأعصار ، وحجة خالدة للناس إلى يوم القيامة ، وقد استحوذ الكتاب العزيز على اهتمام بالغ لم يحظ به أي كتاب آخر .