responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 183


هذه السورة إلى العطاء الدائم ، بقوله : ( فلهم أجر غير ممنون ) .
وعلى ذلك يكون المراد من أسفل سافلين هو تردي الانسان إلى الشقوة والخسران .
( 1 ) وأما وجه الصلة فلو قلنا بأن المراد من التين الجبل الذي عليه دمشق ، وبالزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس وهما مبعثا جم غفير من الأنبياء ، فالصلة واضحة ، لأن هذه الأراضي أراضي الوحي والنبوة فقد أوحى الله سبحانه إلى أنبيائه في هذه الأمكنة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى أحسن تقويم ، ويصدهم عن التردي إلى أسفل سافلين .
وبعبارة أخرى : إن هذه الأماكن مبعث الأنبياء ومهبط الوحي ، فهؤلاء بفضل الوحي يهدون المجتمع الانساني إلى الرقي والسعادة التي يعبر عنها القرآن بأحسن تقويم ، ويحذرونه من الانحطاط والسقوط في الهاوية التي يعبر عنها سبحانه ب‌ ( أسفل سافلين ) .
إنما الكلام فيما إذا كان المراد من التين والزيتون ، الفاكهتان المعروفتان اللتين أقسم الله بهما لما فيهما من الفوائد الجمة والخواص النافعة ، فعندئذ لا تخلو الصلة من غموض ، فليتدبر .
ولا يخفى ان كل مخلوقات ، من حيوان ونبات توحي بالجلال والاحترام لها وبالجمال وكمال الخلق ، وهي تبدو مبرمجة أو مخلوقة هكذا لا تحيد عن ذلك ، فهل رأيت طيرا لا يبني عشه أو لا يطعم فراخه ؟ أم رأيت حيوانا لم يهبه الله الذكاء والمقدرة على تحصيل رزقه ، أو الدفاع عن نفسه ؟ حقا ان هذه المخلوقات لا تعرف الهزل ، فهي جدية ولكن في وداعة ، غريبة ولكن في جمال ، وبسيطة


1 - الميزان : 20 / 319 - 320 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست