نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 180
ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) . ( 1 ) وقد وصف سبحانه البلد بالأمن وأصل الامن طمأنينة النفس وزوال الخوف ، وقد جعله وصفا في بعض الآيات للحرم ، قال سبحانه : ( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ( 2 ) وفي آية أخرى يقول : ( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) . ( 3 ) والمراد من هذا الامن هو الامن التشريعي ، بمعنى أنه سبحانه حرم فيه القتل والحرب حتى قطع الأشجار والنباتات إلا بعض الأنواع مما تحتاج إليه الناس ، والذي يوضح أن المراد من الامن هو الامن التشريعي لا التكويني قوله سبحانه : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) . ( 4 ) فالآية الأولى تحكي عن تشريع خاص ، وهو أن الكعبة أول بيت وضعت لعبادة الناس ، ويدل على ذلك أن فيه مقام إبراهيم ، كما أن الآية الثانية تبين تشريعا آخر ، وهو وجوب حج البيت لمن استطاع إليه ، وبين هذين التشريعين جاء قوله : ( ومن دخله كان آمنا ) وهذا دليل على أن المراد من الامن هو الامن التشريعي لا التكويني ، ولذلك كان الطغاة يسلبون الامن عن هذا البلد بين آونة وأخرى .