نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 166
المعطيات ، وهو سلطان منظومتنا ، وله حركة انتقالية وحركة وضعية ، ويعجز البيان واللسان عن بيان ماله من الأهمية ، ويكفيك هذا الأثر انه ينتج في كل دقيقة 240 ميليون وحدة طاقة ، ولم تزل ترفد بهذا العطاء على الرغم من أن عمرها يتجاوز الخمسة آلاف ميليون سنة . هذه الشمس التي ما زالت أسرارها في الخفاء ، هي محور نظامنا السياري ومصدر حياتنا أيضا ، هذه الشمس التي كل ما يكتشف عنها يزيدها غموضا ، ولم تزح يد العلم بعد النقاب عن كل ما يجب أن نعلمه عن الشمس ، هذه الشمس التي تفقد أربعة ملايين طن من وزنها في الثانية من احتراقها ، ولم تزل تجدد وزنها وحجمها ، والتي تبعث إلى العالم الخارجي طاقة تعادل خمسة آلاف بليون قنبلة ذرية في كل ثانية ، وهي آية من آيات الخالق ، وإن هي إلا آية صغيرة تزخر السماء بملايين من النجوم أضخم منها حجما وأكبر سرعة وأكثر تألقا . ( 1 ) كما حلف بضحى الشمس ، وهو انبساط الشمس وامتداد النهار ، والأولى أن يقال الضحى هو انبساط نورها وضوئها ، فان لضوئها أثرا خاصا في نشوء الحياة وبقائها والفتك بالأمراض وزوالها . 3 . ( والقمر إذا تلاها ) حلف بالقمر إذا تلا الشمس في الليالي البيض من الليلة الثالثة عشرة من الشهر إلى السادسة عشرة منه ، وقت امتلائه أو قربه من الامتلاء حين يضيئ الليل كله من غروب الشمس إلى الفجر . وفي الحقيقة هذا حلف بالقمر وضوئه فان ضوء القمر إنما ينتشر ، إذا تلا الشمس وظهر بعد غروبها . وربما يقال بأن المراد تبعية القمر للشمس في تمام الشهر ، لان نوره مأخوذ
1 - الله والعلم الحديث : 30 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 166