نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 133
والسابقات وهم ملائكة الموت تسبق بروح المؤمن إلى الجنة وبروح الكافر إلى النار . فالمدبرات أمرا المراد مطلق الملائكة المدبرين للأمور ، ويمكن أن يكون قسم من الملائكة لكل وظيفة يقوم بها ، فعزرائيل موكل بقبض الأرواح وغيره موكل بشئ من التدبير . ثم إن الأشد ، انطباقا على الملائكة ، هو قوله : ( فالمدبرات أمرا ) ، وهو قرينة على أن المراد من الأخيرين هم الملائكة ، وبذلك يعلم أن سائر الاحتمالات التي تعج بها التفاسير لا يلائم السياق ، فحفظ وحدة السياق يدفعنا إلى القول بأنهم الملائكة . وبذلك يتضح ضعف التفسير التالي : المراد بالنازعات الملائكة القابضين لأرواح الكفار ، وبالناشطات الوحش ، وبالسابحات السفن ، وبالسابقات المنايا تسبق الآمال ، وبالمدبرات الأفلاك ، ولا يخفى انه لا صلة بين هذه المعاني وما وقع جوابا للقسم وما جاء بعده من الآيات التي تذكر يوم البعث وتحتج على وقوعه . والآيات شديدة الشبه سياقا بما مر في مفتتح سورة الصافات والمرسلات ، والظاهر أن المراد بالجميع هم الملائكة . يقول العلامة الطباطبائي : وإذ كان قوله : ( فالمدبرات أمرا ) مفتتحا بفاء التفريع الدالة على تفرع صفة التدبير على صفة السبق ، وكذا قوله : ( فالسابقات سبقا ) مقرونا بفاء التفريع الدالة على تفرع السبق على السبح ، دل ذلك على مجانسة المعاني المرادة بالآيات الثلاث : ( والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا *
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 133