responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 113


وبتعبير آخر : انه سبحانه تبارك وتعالى حلف بعالم الغيب والشهادة - أي بمجموع الخليقة والنظام السائد على الوجود الامكاني - على وجود هدف مشترك لهذا النظام ، وهو صيرورة الانسان في هذا الكوكب إنسانا كاملا مظهرا لأسمائه وصفاته ، ولا يتم تحقيق ذلك الهدف إلا من خلال بعث الرسل وإنزال الكتب ، والقرآن كتاب سماوي أنزل إلى الانسان .
ثم إنه سبحانه دعم حلفه بالبرهان على المقسم عليه ، فان المقسم عليه عبارة عن كون القرآن كلام رسول كريم أخذه من أمين الوحي ، وهو من الله سبحانه وليس من مبدعاته ومتقولاته وإلا لعمه العذاب فورا ، قال سبحانه : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين ) .
( 1 ) فإذا حالف الرسول النجاح في الدعوة إلى رسالته والتفت حوله طوائف كثيرة فهو أوضح دليل على أنه غير كاذب في دعوته وصادق في عزوها إلى الله وإلا لما أمهله الله سبحانه هذا المقدار من الزمان .
وثمة سؤال يثار ، وهو ان هذه الآيات توعد المتنبي الكاذب على الله سبحانه بالهلاك ، فلو كان هذا مفاد الآية لزم تصديق كلمن ادعى النبوة ولم يشمله العذاب والهلاك ، إذ لو كان كاذبا لاخذه سبحانه باليمين ، وقطع منه الوتين ، فإذا لم يفعل ، فهذا دليل على صدق كلامه وفعاله مع أنه أمر لا يمكن الالتزام به ؟
والجواب : ان القرآن الكريم ليس بصدد بيان أن كل من تقول على الله سوف يعمه العذاب والهلاك ، وإنما هو بصدد بيان بعض الفئات المتقولة التي تدعي صلتها بالله سبحانه خلال معجزة قاهرة خلابة للعقول ، فهذا النوع من


1 - الحاقة : 44 - 47 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست