نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 105
المسطور والمكتوب ، وعلى ذلك حلف سبحانه بجنس القلم وبجنس الكتابة ، أو بجنس المكتوب ، كأنه قيل : أحلف بالقلم وسطرهم أو مسطوراتهم . ثم إن في الحلف بالقلم والكتابة والمكتوب إلماعا إلى مكانة القلم والكتابة في الاسلام ، كما أن في قوله سبحانه : ( علم بالقلم ) إشارة إلى ذلك ، والعجب أن القرآن الكريم نزل وسط مجتمع ساده التخلف والجهل والأمية ، وكان من يجيد القراءة والكتابة في العصر الجاهلي لا يتجاوز عدد الأصابع ، وقد سرد البلاذري في كتابه فتوح البلدان أسماء سبعة عشر رجلا في مكة ، وأحد عشر من يثرب . ( 1 ) وهذا ابن خلدون يحكي في مقدمته : أن عهد قريش بالكتابة لم يكن بعيدا ، بل كان حديثا وقريبا بعهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ( 2 ) ومع ذلك يعود القرآن ليؤكد بالحلف بالقلم على مكانة القلم والكتابة في الحضارة الاسلامية ، وجعل في ظل هذا التعليم أمة متحضرة احتلت مكانتها بين الحضارات . وليس هذه الآية وحيد نسجها في الدعوة إلى القلم والكتابة بل ثمة آية أخرى هي أكبر آية في الكتاب العزيز ، يقول سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب . . . ) . ( 3 ) كما أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حث على كتابة حديثه الذي هو المصدر الثاني بعد القرآن الكريم : 1 . أخرج أبو داود في سننه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كنت أكتب كل
1 - فتوح البلدان : 457 . 2 - مقدمة ابن خلدون : 418 . 3 - البقرة : 282 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 105