نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 126
ينحرف عن مستقيم صراطه بإفراط أو تفريط . ( 1 ) وهناك كلمة قيمة للحكيم محمد مهدي النراقي حول واقع النفوس الثلاث ، يقول : والحق انها أوصاف ثلاثة للنفس بحسب اختلاف أحوالها ، فإذا غلبت قوتها العاقلة على الثلاثة الأخر ، وصارت منقادة لها مقهورة منها ، وزال اضطرابها الحاصل من مدافعتها سميت مطمئنة ، لسكونها حينئذ تحت الأوامر والنواهي ، وميلها إلى ملائماتها التي تقتضي جبلتها ، وإذا لم تتم غلبتها وكان بينها تنازع وتدافع ، وكلما صارت مغلوبة عنها بارتكاب المعاصي حصلت للنفس لوم وندامة سميت لوامة . وإذا صارت مغلوبة منها مذعنة لها من دون دفاع سميت أمارة بالسوء لأنه لما اضمحلت قوتها العاقلة وأذعنت للقوى الشيطانية من دون مدافعة ، فكأنما هي الآمرة بالسوء . ( 2 ) 4 . النفس الراضية المرضية وهي النفس المتكاملة الراضية من ربها رضى الرب منها ، واطمئنانها إلى ربها يستلزم رضاها بما قدر وقضى تكوينا أو حكم به تشريعا ، فلا تسخطها سانحة ولا تزيغها معصية ، وإذا رضى العبد من ربه ، رضى الرب منه ، إذ لا يسخطه تعالى إلا خروج العبد من زي العبودية ، فإذا لزم طريق العبودية استوجب ذلك رضى ربه ولذا عقب قوله : راضية بقوله : مرضية . قوله تعالى : ( فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي ) تفريع على قوله : ( ارجعي إلى ربك ) وفيه دلالة على أن صاحب النفس المطمئنة في زمرة عباد