نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 125
وفي الوقت نفسه فيها ميل إلى الحق والعدل ، ولكل تجلي خاص ، فان غلبة الشهوات يحول دون ظهور نور العقل فيقترف المعاصي والآثام ، ولكنه ما إن تخمد شهوته ، حينها يصفو أمامه جمال الحياة وتنكشف مضرات اللذة فتستيقظ النفس اللوامة وتأخذ باللوم والعذل إلى حد ربما تدفع بصاحبها إلى الانتحار ، لعدم تحمله وطأة تلك الجريمة . وهذه النفس حية يقظة لا تتصدع بكثرة الذنوب وإن كانت تضعف بممارستها . 3 . النفس المطمئنة وهي النفس التي توصلها النفس اللوامة إلى حد لا تعصف بها عواصف الشهوة ، وتطمئن برحمة الرب وتحس بالمسؤولية الموضوعة على عاتقها أمام الله وأمام المجتمع ، يقول سبحانه : ( يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) ( 1 ) فصاحب هذه النفس يمتلي بالسرور والفرح عند الطاعة وتجد في صميمها لذة للطاعة وحلاوة للعبادة لا يمكن وصفها بالقلم واللسان . وبعبارة أخرى : النفس المطمئنة هي التي تسكن إلى ربها وترضى بما رضي به ، فترى نفسها عبدا لا يملك لنفسه شيئا من خير أو شر أو نفع أو ضر ، ويرى الدنيا دار مجاز ، وما يستقبله فيها من غنى أو فقر أو أي نفع وضر ، ابتلاء وامتحانا إلهيا ، فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان ، وإكثار الفساد ، والعلو والاستكبار ، ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر ، بل هو في مستقر من العبودية لا
1 - الفجر : 27 - 28 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 125