ألم تر أنّ الله أعطاك سورة * يرى كلّ ملك دونها يتذبذب [1] يعني منزلة من منازل الشرف التي قصرت عنها الملوك .
وأمّا من همز السورة من القرآن ، فإنّه أراد به القطعة التي انفصلت من القرآن وأبقيت ، وسؤر كلّ شيء بقيته ، يقال : أسأرت في الاناء أي أبقيت فيه ، قال الأعشى بن ثعلبة ، يصف امرأة :
فبانت وقد أسأرت في الفؤا * د صدعاً على نأيها مستطارا وتسمية الآية بأنّها آية ، يحتمل وجهين : أحدهما لأنّها علامة يعرف بها تمام ما قبلها ، ومنه قوله تعالى : * ( أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ) * [2] يعني علامة لاجابتك دعاءنا ، والآخر أنّ الآية القصة والرسالة ، قال كعب بن زهير :
ألا أبلغا هذا المعرّض آية * أيقظان قال القول إذا قال أم حلم [3] يعني رسالة ، فيكون معنى الآيات القصص ، قصة تتلو قصة ، روى واثلة بن الأسقع أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : “ أعطيت مكان التوراة السبعَ الطول ، وأعطيت مكان الزبور المئين ، وأعطيت مكان الإنجيل ، المثاني ، وفضّلت بالمفصّل ” [4] فالسبع الطوال : 1 - البقرة 2 - آل عمران 3 - النساء 4 - المائدة 5 - الأنعام 6 - الأعراف 7 - ويونس ، في قول سعيد بن جبير [5] .