فإنّ المنية من يخشها * * فسوف تصادفه أينما [1] يريد أينما ذهب ، وكما يقول القائل : من قبل ومن بعد ، يريد من قبل ذلك ، ومن بعد ذلك ، ويقول القائل : إذا أكرمك أخوك فأكرمه وإذا لا ، فلا يريد وإذا لم يكرمك فلا تكرمه ، ومن ذلك قول الشاعر :
فإذا وذلك لا يضرك ضرة * * في يوم أسأل نائلاً أو أنكد وكذلك لو حذف إذا في الآية لاستحالت عن معناها الّذي تفيده إذ ، لأنّ تقديره : ابتدأ خلقكم إذ قال ربّك للملائكة ، قال الزجاج والرماني : أخطأ أبو عبيدة ، لأنّ كلام الله لا يجوز أن يحمل على اللغو مع إمكان حمله على زيادة فائدة ، قال : ومعنى إذ : الوقت وهي اسم كيف يكون لغواً ؟ قال : والتقدير الوقت ، والحجة في إذ أنّ الله ( عز وجل ) ذكر خلق الناس وغيرهم ، فكأنّه قال : ابتدأ خلقك إذ قال ربّك للملائكة ، وقال الفضل : لما امتنّ الله بخلق السماوات والأرض ، ثم قال : وإذ قلنا للملائكة ما قلناه فهو لعلمه عليكم وتعظيم لأبيكم ، واختار ذلك الحسن بن عليّ المغربي . وقال الرماني والزهري : اذكر إذ قال ربّك .
والملائكة جمع غير أنّ واحدهم بغير همز أكثر فيحذفون الهمزة ويحركون اللام التي كانت ساكنة لو همّز الاسم إلى اللام ، فإذا أجمعوا ردوه إلى الأصل وهمزوا ، كما يقولون : رأى ، ثم يقولون يرى بلا همز ، وذلك كثير ، وقد جاء مهموزاً في واحدة ، قال الشاعر :