الموضوعات ينسبانه للزنادقة [1] ، كما أن محمّد عجاج الخطيب يضعّف نسبة هذين الحديثين للخوارج [2] . وهذا الظن الحسن بالخوارج هو تتمة للايضاح المنقول عن أبي داود السجستاني إذ يقول « ليس في أصحاب الأهواء أصحّ حديثاً من الخوارج » [3] . وأيضاً عن ابن تيمية : « والخوارج مع مروقهم من الدين فهم من أصدق الناس ، حتى قيل : إن حديثهم من أصح الحديث » [4] . وجاء في كتاب مسند الفراهيدي من كتب الأباضية إذ هم يُعتبرون من فرق الخوارج ، ذكر حديث لزوم عرض الحديث على الكتاب عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولفظه : « إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه فعني ، وما خالفه فليس عني » [5] . ومن هنا يتبيّن محاولة تبرئة الخوارج من هذا الافتراء والادعاء بأنّ الإمامية قد تفردوا في اختصاصهم بتقديم الكتاب على السنة وذهبوا إلى عرض الخبر على الكتاب .
[1] السنة ومكانتها في التشريع : 97 . [2] السنة قبل التدوين : 205 ، أصول علم الحديث : 160 . [3] الكفاية للخطيب : 207 . [4] السنة ومكانتها في التشريع : 205 . [5] مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي 1 : 13 رقم 40 .