نام کتاب : نواسخ القرآن نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 53
الأول : أن العرب لما كانت تحج ولم تألف بيت المقدس أحب الله امتحانهم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه كما قال تعالى : * ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) * وهذا قول الزجاج . والثاني : انه اختاره ليتألف أهل الكتاب قاله : أبو جعفر بن جرير الطبري قلت فإذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختار بيت المقدس فقد وجب استقباله بالسنة ثم نسخ ذلك بالقرآن . والتحقيق في هذه الآية أنها أخبرت أن الإنسان أين تولى بوجهه فثم وجه الله فيحتاج مدعي نسخها أن يقول فيها إضمار تقديره * ( فولوا وجوهكم ) * في الصلاة أين شئتم ثم نسخ ذلك المقدر وفي هذا بعد والصحيح إحكامها . ذكر الآية الثامنة : قوله تعالى : * ( ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) * قد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا الكلام اقتضى نوع مساهلة للكفار ثم نسخ بآية السيف ولا أرى هذا القول صحيحا لأربعة أوجه : الأول : أن معنى الآية أتخاصموننا في دين الله وكانوا يقولون نحن أولى بالله منكم لأننا أبناء الله وأحباؤه ومنا كانت الأنبياء وهو ربنا وربكم أي نحن كلنا في
نام کتاب : نواسخ القرآن نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 53