responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 785


[ البقرة / 26 ] ، وقد أجيز أن يكون صلة ، فما بعده يكون مفعولا . تقديره : أن يضرب مثلا بعوضة [1] .
الثالث : الاستفهام ، ويسأل به عن جنس ذات الشيء ، ونوعه ، وعن جنس صفات الشيء ، ونوعه ، وقد يسأل به عن الأشخاص ، والأعيان في غير الناطقين . وقال بعض النحويين : وقد يعبّر به عن الأشخاص الناطقين [2] ، كقوله تعالى : * ( إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما ) * مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ [ المؤمنون / 6 ] ، * ( إِنَّ الله يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِه مِنْ شَيْءٍ ) * [ العنكبوت / 42 ] وقال الخليل : ما استفهام . أي :
أيّ شيء تدعون من دون اللَّه ؟ وإنما جعله كذلك ، لأنّ « ما » هذه لا تدخل إلَّا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا . الرّابع : الجزاء نحو :
* ( ما ) * يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ، وما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَه الآية [ فاطر / 2 ] . ونحو : ما تضرب أضرب .
الخامس : التّعجّب نحو : * ( فَما ) * أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ [ البقرة / 175 ] . وأمّا الحروف :
فالأوّل : أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبَل . نحو : * ( ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) * [ البقرة / 3 ] فإنّ « ما » مع رَزَقَ في تقدير الرِّزْق ، والدّلالة على أنه مثل « أن » أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدّر فيه ، وعلى هذا حمل قوله : * ( بِما كانُوا يَكْذِبُونَ ) * [ البقرة / 10 ] ، وعلى هذا قولهم : أتاني القوم ما عدا زيدا ، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو : * ( كُلَّما ) * أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه [ البقرة / 20 ] ، * ( كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله ) * [ المائدة / 64 ] ، * ( كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً ) * [ الإسراء / 97 ] . وأما قوله : * ( فَاصْدَعْ بِما ) * تُؤْمَرُ [ الحجر / 94 ] فيصحّ أن يكون مصدرا ، وأن يكون بمعنى الذي [3] . واعلم أنّ « ما » إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلَّا حرفا ، لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير ، وكذلك قولك : أريد أن أخرج ، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن ، ولا ضمير لها بعده .
الثاني : للنّفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط



[1] انظر : الأقوال في هذه المسألة في الدر المصون 1 / 223 .
[2] قال الزركشي : وجوّز بعض النحويين أن يسأل بها عن أعيان من يعقل أيضا ، حكاه الراغب . فإن كان مأخذه قوله تعالى عن فرعون : * ( وما رَبُّ الْعالَمِينَ فإنما هو سؤال عن الصفة ، لأنّ الرب هو المالك ، والملك صفة ، ولهذا أجابه موسى بالصفات ، ويحتمل أنّ « ما » سؤال عن ماهية الشيء ، ولا يمكن ذلك في حق اللَّه تعالى ، فأجابه موسى تنبيها على صواب السؤال . راجع : البرهان في علوم القرآن 4 / 403 .
[3] انظر : مغني اللبيب ص 736 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 785
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست