responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 715


الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانيّة ، أو النّبوّة ، أو الشريعة ، أو ثلاثتها ، وقد يقال : كَفَرَ لمن أخلّ بالشّريعة ، وترك ما لزمه من شكر اللَّه عليه . قال : * ( مَنْ كَفَرَ ) * فَعَلَيْه كُفْرُه [ الروم / 44 ] يدلّ على ذلك مقابلته بقوله : * ( ومَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) * [ الروم / 44 ] ، وقال : * ( وأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ ) * [ النحل / 83 ] ، وقوله : * ( ولا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِه ) * [ البقرة / 41 ] أي : لا تكونوا أئمّة في الكفر فيقتدى بكم ، وقوله : * ( ومَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) * [ النور / 55 ] عني بالكافر السّاتر للحقّ ، فلذلك جعله فاسقا ، ومعلوم أنّ الكفر المطلق هو أعمّ من الفسق ، ومعناه : من جحد حقّ اللَّه فقد فسق عن أمر ربّه بظلمه . ولمّا جعل كلّ فعل محمود من الإيمان جعل كلّ فعل مذموم من الكفر ، وقال في السّحر : * ( وما كَفَرَ سُلَيْمانُ ولكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) * [ البقرة / 102 ] وقوله : * ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا ) * ، إلى قوله : * ( كُلَّ كَفَّارٍ ) * أَثِيمٍ [ البقرة / 275 - 276 ] [1] وقال : * ( ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) * إلى قوله : * ( ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) * [ آل عمران / 97 ] [2] والكَفُورُ : المبالغ في كفران النعمة ، وقوله :
* ( إِنَّ الإِنْسانَ لَكَفُورٌ ) * [ الزخرف / 15 ] ، وقال :
* ( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا ) * وهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ [ سبأ / 17 ] إن قيل : كيف وصف الإنسان هاهنا بالكفور ، ولم يرض بذلك حتى أدخل عليه إنّ ، واللَّام ، وكلّ ذلك تأكيد ، وقال في موضع * ( وكَرَّه إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ ) * [ الحجرات / 7 ] ، فقوله : * ( إِنَّ الإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ) * [ الزخرف / 15 ] تنبيه على ما ينطوي عليه الإنسان من كفران النّعمة ، وقلَّة ما يقوم بأداء الشّكر ، وعلى هذا قوله : * ( قُتِلَ الإِنْسانُ ما أَكْفَرَه ) * [ عبس / 17 ] ولذلك قال : * ( وقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) * [ سبأ / 13 ] ، وقوله : * ( إِنَّا هَدَيْناه السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وإِمَّا كَفُوراً ) * [ الإنسان / 3 ] تنبيه أنه عرّفه الطَّريقين كما قال : * ( وهَدَيْناه النَّجْدَيْنِ ) * [ البلد / 10 ] فمن سالك سبيل الشّكر ، ومن سالك سبيل الكفر ، وقوله : * ( وكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّه كَفُوراً ) * [ الإسراء / 27 ] فمن الكفر ، ونبّه بقوله : * ( كانَ ) * أنه لم يزل منذ وجد منطويا على الكفر . والْكَفَّارُ أبلغ من الكفور



[1] الآية : * ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا : إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وأَحَلَّ اللَّه الْبَيْعَ وحَرَّمَ الرِّبا ، فَمَنْ جاءَه مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّه فَانْتَهى فَلَه ما سَلَفَ ، وأَمْرُه إِلَى اللَّه ، ومَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ يَمْحَقُ اللَّه الرِّبا ويُرْبِي الصَّدَقاتِ ، واللَّه لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ .
[2] الآية : * ( ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 715
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست