responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 701


أنّ اللَّه جعل لنا شهوة النّكاح لنتحرّى طلب النّسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها ، فيجب للإنسان أن يتحرّى بالنّكاح ما جعل اللَّه له على حسب مقتضى العقل والدّيانة ، ومن تحرّى بالنّكاح حفظ النّسل وحصانة النّفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب اللَّه له ، وإلى هذا أشار من قال : عنى بما كتب اللَّه لكم الولد [1] ، ويعبّر عن الإيجاد بالكتابة ، وعن الإزالة والإفناء بالمحو . قال : * ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ) * [ الرعد / 38 ] ، * ( يَمْحُوا الله ما يَشاءُ ويُثْبِتُ ) * [ الرعد / 39 ] نبّه أنّ لكلّ وقت إيجادا ، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ، ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته ، ودلّ قوله : * ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ) * [ الرعد / 38 ] على نحو ما دلّ عليه قوله : * ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) * [ الرحمن / 29 ] وقوله : * ( وعِنْدَه أُمُّ الْكِتابِ ) * [ الرعد / 39 ] ، وقوله : * ( وإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوه مِنَ الْكِتابِ وما هُوَ مِنَ الْكِتابِ ) * [ آل عمران / 78 ] فَالْكِتَابُ الأوّل : ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله : * ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ) * الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ [ البقرة / 79 ] .
والْكِتَابُ الثاني : التّوراة ، والثالث : لجنس كتب اللَّه ، أي : ما هو من شيء من كتب اللَّه سبحانه وتعالى [ وكلامه ] [2] ، وقوله : * ( وإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ والْفُرْقانَ ) * [ البقرة / 53 ] فقد قيل : هما عبارتان عن التّوراة ، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام ، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحقّ والباطل . وقوله :
* ( وما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ الله كِتاباً ) * مُؤَجَّلًا [ آل عمران / 145 ] أي : حكما * ( لَوْ لا كِتابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ ) * [ الأنفال / 68 ] ، وقوله : * ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ الله ) * [ التوبة / 36 ] كلّ ذلك حكم منه . وأمّا قوله : * ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ) * [ البقرة / 79 ] فتنبيه أنّهم يختلقونه ويفتعلونه ، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم ، فقال : * ( ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ ) * [ التوبة / 30 ] والاكْتِتَابُ متعارف في المختلق نحو قوله :
* ( أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها ) * [ الفرقان / 5 ] .
وحيثما ذكر اللَّه تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التّوراة والإنجيل ، أو إيّاهما جميعا ، وقوله : * ( وما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى ) * إلى قوله : * ( وتَفْصِيلَ الْكِتابِ ) * [ يونس / 37 ] [3] ،



[1] وهو قول ابن عباس . انظر : الدر المنثور 1 / 479 .
[2] ما بين [ ] نقله الزركشي في البرهان 4 / 97 .
[3] الآية : * ( وما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّه ولكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه وتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيه مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 701
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست