responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 694


تعالى : * ( خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ ) * [ البقرة / 63 ] ، وتارة للتهيّؤ الموجود في الشيء ، نحو أن يقال : النّوى بِالْقُوَّةِ نخل [1] ، أي : متهيّأ ومترشّح أن يكون منه ذلك . ويستعمل ذلك في البدن تارة ، وفي القلب أخرى ، وفي المعاون من خارج تارة ، وفي القدرة الإلهيّة تارة . ففي البدن نحو قوله : * ( وقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) * [ فصلت / 15 ] ، * ( فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ) * [ الكهف / 95 ] فالقوّة هاهنا قوّة البدن بدلالة أنه رغب عن القوّة الخارجة ، فقال : * ( ما مَكَّنِّي فِيه رَبِّي خَيْرٌ ) * [ الكهف / 95 ] ، وفي القلب نحو قوله : * ( يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ ) * [ مريم / 12 ] أي :
بقوّة قلب . وفي المعاون من خارج نحو قوله :
* ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً ) * [ هود / 80 ] قيل : معناه :
من أَتَقَوَّى به من الجند ، وما أتقوّى به من المال ، ونحو قوله : * ( قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ ) * [ النمل / 33 ] ، وفي القدرة الإلهيّة نحو قوله : * ( إِنَّ الله قَوِيٌّ ) * عَزِيزٌ [ المجادلة / 21 ] ، * ( وكانَ الله قَوِيًّا عَزِيزاً ) * [ الأحزاب / 25 ] وقوله : * ( إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) * [ الذاريات / 58 ] فعامّ فيما اختصّ اللَّه تعالى به من القدرة وما جعله للخلق . وقوله : * ( ويَزِدْكُمْ قُوَّةً ) * إِلى قُوَّتِكُمْ [ هود / 52 ] فقد ضمن تعالى أن يعطي كلّ واحد منهم من أنواع الْقُوَى قدر ما يستحقّه ، وقوله : * ( ذِي قُوَّةٍ ) * عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [ التكوير / 20 ] يعني به جبريل عليه السلام ، ووصفه بالقوّة عند ذي العرش ، وأفرد اللَّفظ ونكَّره فقال : * ( ذِي قُوَّةٍ ) * تنبيها أنه إذا اعتبر بالملإ الأعلى فقوّته إلى حدّ ما ، وقوله فيه :
* ( عَلَّمَه شَدِيدُ الْقُوى ) * [ النجم / 5 ] فإنه وصف القوّة بلفظ الجمع ، وعرّفها تعريف الجنس تنبيها أنه إذا اعتبر بهذا العالم ، وبالذين يعلَّمهم ويفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة . والْقُوَّةُ التي تستعمل للتّهيّؤ أكثر من يستعملها الفلاسفة ، ويقولونها على وجهين : أحدهما : أن يقال لما كان موجودا ولكن ليس يستعمل ، فيقال : فلان كاتب بالقوّة . أي : معه المعرفة بالكتابة لكنه ليس يستعمل ، والثاني : يقال فلان كاتب بالقوّة ، وليس يعنى به أنّ معه العلم بالكتابة ، ولكن معناه : يمكنه أن يتعلَّم الكتابة . وسمّيت المفازة قِوَاءً ، وأَقْوَى الرّجل : صار في قِوَاءٍ [2] ، أي : قفر ، وتصوّر من حال الحاصل في القفر الفقر ، فقيل : أَقْوَى فلان ، أي : افتقر ، كقولهم : أرمل وأترب . قال اللَّه تعالى : * ( ومَتاعاً لِلْمُقْوِينَ ) * [ الواقعة / 73 ] .
تمّ كتاب القاف



[1] أي : يمكنه أن يصير نخلا .
[2] قال الخليل : أرض قواء : لا أهل فيها . العين 5 / 237 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 694
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست