responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 54


[ لقمان / 27 ] . وأشرت في كتاب « الذريعة إلى مكارم الشريعة » [1] أن القرآن - وإن كان لا يخلو الناظر فيه من نور ما يريه ، ونفع ما يوليه - فإنه :
1 - كالبدر من حيث التفتّ رأيته يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا 2 - كالشّمس في كبد السّماء وضوءها يغشى البلاد مشارقا ومغاربا [2] لكن محاسن أنواره لا يثقّفها إلا البصائر الجليّة ، وأطايب ثمره لا يقطفها إلا الأيدي الزكية ، ومنافع شفائه لا ينالها إلا النفوس النقيّة ، كما صرّح تعالى به فقال في وصف متناوليه : * ( إِنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّه إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) * [ الواقعة / 77 - 79 ] .
وقال في وصف سامعيه : * ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وشِفاءٌ والَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ) * [ فصلت / 44 ] .
وذكرت أنه كما لا تدخل الملائكة الحاملة للبركات بيتا فيه صورة أو كلب ، كذلك لا تدخل السكينات الجالبة للبينات قلبا فيه كبر وحرص ، فالخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيّبين والطيّبون للطيّبات ، ودلَّلت في تلك الرسالة [3] على كيفية اكتساب الزاد الذي يرقى كاسبه في درجات المعارف ، حتى يبلغ من معرفته أقصى ما في قوة البشر أن يدركه من الأحكام والحكم ، فيطَّلع من كتاب اللَّه على ملكوت السموات والأرض ، ويتحقق أنّ كلامه كما وصفه بقوله : * ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) * [ الأنعام / 38 ] .
جعلنا اللَّه ممن تولَّى هدايته حتى يبلَّغه هذه المنزلة ، ويخوّله هذه المكرمة ، فلن يهديه البشر من لم يهده اللَّه ، كما قال تعالى لنبيّه صلَّى اللَّه عليه وسلم : * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) * [ القصص / 56 ] .
وذكرت أنّ أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية ، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة ، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه ، كتحصيل اللَّبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه ، وليس ذلك نافعا في علم القرآن فقط ، بل هو نافع في كلّ علم من علوم الشرع



[1] الكتاب مطبوع بمكتبة الكليات الأزهرية بمصر عام 1973 م 1393 ه . وانظر الذريعة ص 116 .
[2] البيتان لأبي الطيب المتنبي ، وهما في شرح ديوانه 1 / 130 ، والوساطة بين المتنبي وخصومه ص 262 ، ومعترك الأقران 1 / 23 .
[3] أي : الذريعة ، وهذا ذكره في الباب الحادي عشر : كون طهارة النفس شرطا في صحة خلافة اللَّه تعالى وكمال عبادته . انظر : الذريعة إلى مكارم الشريعة ص 29 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست