responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 467


وإقرارهم بذلك [1] ، وهذه الشّهادة تختصّ بأهل العلم ، فأمّا الجهّال فمبعدون منها ، ولذلك قال في الكفّار : * ( ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ والأَرْضِ ولا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ) * [ الكهف / 51 ] ، وعلى هذا نبّه بقوله : * ( إِنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِه الْعُلَماءُ ) * [ فاطر / 28 ] ، وهؤلاء هم المعنيّون بقوله : * ( والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ ) * [ النساء / 69 ] ، وأمّا الشَّهِيدُ فقد يقال لِلشَّاهِدِ ، والْمُشَاهِدِ للشيء ، وقوله : * ( مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ ) * [ ق / 21 ] ، أي : من شهد له وعليه ، وكذا قوله : * ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) * [ النساء / 41 ] ، وقوله : * ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ ) * [ ق / 37 ] ، أي : يشهدون ما يسمعونه بقلوبهم على ضدّ من قيل فيهم : * ( أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) * [ فصلت / 44 ] ، وقوله : * ( أَقِمِ الصَّلاةَ ) * [2] ، إلى قوله : * ( مَشْهُوداً ) * [3] أي : يشهد صاحبه الشّفاء والرّحمة ، والتّوفيق والسّكينات والأرواح المذكورة في قوله : * ( ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) * [ الإسراء / 82 ] ، وقوله : * ( وادْعُوا شُهَداءَكُمْ ) * [ البقرة / 23 ] ، فقد فسّر بكلّ ما يقتضيه معنى الشهادة ، قال ابن عباس : معناه أعوانكم [4] ، وقال مجاهد : الذين يشهدون لكم ، وقال بعضهم : الذين يعتدّ بحضورهم ولم يكونوا كمن قيل فيهم شعر :
276 - مخلَّفون ويقضي اللَّه أمرهمو وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا [5] وقد حمل على هذه الوجوه قوله : * ( ونَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ) * [ القصص / 75 ] ، وقوله :
* ( وإِنَّه عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) * [ العاديات / 7 ] ، * ( أَنَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) * [ فصلت / 53 ] ، * ( وكَفى بِالله شَهِيداً ) * [ النساء / 79 ] ، فإشارة إلى قوله : * ( لا يَخْفى عَلَى الله مِنْهُمْ شَيْءٌ ) *



[1] قال ابن القيم : وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه : أحدها : استشهادهم دون غيرهم من البشر . الثاني : اقتران شهادتهم بشهادته . والثالث : اقترانها بشهادة الملائكة . الرابع : أنّ في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم ، فإنّ اللَّه لا يَسْتَشْهِدُ من خلقه إلا العدول . راجع : مفتاح دار السعادة 1 / 48 .
[2] الآية : * ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وقُرْآنَ الْفَجْرِ ، إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً سورة الإسراء : آية 78 .
[3] الآية : * ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وقُرْآنَ الْفَجْرِ ، إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً سورة الإسراء : آية 78 .
[4] انظر : تفسير الماوردي 1 / 77 ، والبصائر 3 / 353 .
[5] البيت للأخطل في ديوانه ص 109 . وهو في البصائر 3 / 353 دون نسبة ، وعجزه في مقدمة جامع التفاسير للمؤلف ص 155 ، ولم يعرفه المحقق .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست