نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 428
الشّول سَمَاوَةَ [1] لتخلله إيّاها ، والِاسْمُ : ما يعرف به ذات الشيء ، وأصله سِمْوٌ ، بدلالة قولهم : أسماء وسُمَيٌّ ، وأصله من السُّمُوِّ وهو الذي به رفع ذكر الْمُسَمَّى فيعرف به ، قال اللَّه : * ( بِسْمِ الله ) * [ الفاتحة / 1 ] ، وقال : * ( ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ الله مَجْراها ) * [ هود / 41 ] ، * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * [ النمل / 30 ] ، * ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ ) * [ البقرة / 31 ] ، أي : الألفاظ والمعاني مفرداتها ومركَّباتها . وبيان ذلك أنّ الاسم يستعمل على ضربين : أحدهما : بحسب الوضع الاصطلاحيّ ، وذلك هو في المخبر عنه نحو : رجل وفرس . والثاني : بحسب الوضع الأوّليّ . ويقال ذلك للأنواع الثلاثة المخبر عنه ، والخبر عنه ، والرّابط بينهما المسمّى بالحرف ، وهذا هو المراد بالآية ، لأنّ آدم عليه السلام كما علم الاسم علم الفعل ، والحرف ، ولا يعرف الإنسان الاسم فيكون عارفا لمسمّاه إذا عرض عليه المسمّى ، إلا إذا عرف ذاته . ألا ترى أنّا لو علمنا أَسَامِيَ أشياء بالهنديّة ، أو بالرّوميّة ، ولم نعرف صورة ما له تلك الأسماء لم نعرف الْمُسَمَّيَاتِ إذا شاهدناها بمعرفتنا الأسماء المجرّدة ، بل كنّا عارفين بأصوات مجرّدة ، فثبت أنّ معرفة الأسماء لا تحصل إلا بمعرفة المسمّى ، وحصول صورته في الضّمير ، فإذا المراد بقوله : * ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ) * [ البقرة / 31 ] ، الأنواع الثلاثة من الكلام وصور المسمّيات في ذواتها ، وقوله : * ( ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِه إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها ) * [ يوسف / 40 ] ، فمعناه أنّ الأسماء التي تذكرونها ليس لها مسمّيات ، وإنما هي أسماء على غير مسمّى إذ كان حقيقة ما يعتقدون في الأصنام بحسب تلك الأسماء غير موجود فيها ، وقوله : * ( وجَعَلُوا لِلَّه شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ ) * [ الرعد / 33 ] ، فليس المراد أن يذكروا أساميها نحو اللَّات والعزّى ، وإنما المعنى إظهار تحقيق ما تدعونه إلها ، وأنه هل يوجد معاني تلك الأسماء فيها ، ولهذا قال بعده : * ( أَمْ تُنَبِّئُونَه بِما لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ ) * [ الرعد / 33 ] ، وقوله : * ( تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ) * [ الرحمن / 78 ] ، أي : البركة والنّعمة الفائضة في صفاته إذا اعتبرت ، وذلك نحو : الكريم والعليم والباري ، والرّحمن الرّحيم ، وقال : * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * [ الأعلى / 1 ] ، * ( ولِلَّه الأَسْماءُ الْحُسْنى ) * [ الأعراف / 180 ] ، وقوله : * ( اسْمُه يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَه مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) * [ مريم / 7 ] ، * ( لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ ) * الأُنْثى [ النجم / 27 ] ، أي : يقولون للملائكة بنات اللَّه ، وقوله : * ( هَلْ تَعْلَمُ لَه سَمِيًّا ) * [ مريم / 65 ] ،
[1] قال ابن منظور : وسما الفحل سماوة : تطاول على شوله وسطا . اللسان ( سما ) .
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 428