نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 188
المجرد ، فقيل : جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح ، وثوب جديد : أصله المقطوع ، ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه ، قال تعالى : * ( بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) * [ ق / 15 ] ، إشارة إلى النشأة الثانية ، وذلك قولهم : * ( أَإِذا مِتْنا وكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ) * [ ق / 3 ] ، وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب ، ومنه قيل لليل والنهار : الجَدِيدَان والأَجَدَّان [1] ، قال تعالى : * ( ومِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ ) * بِيضٌ [ فاطر / 27 ] ، جمع جُدَّة ، أي : طريقة ظاهرة ، من قولهم : طريق مَجْدُود ، أي : مسلوك مقطوع [2] ، ومنه : جَادَّة الطريق ، والجَدُود والجِدَّاء من الضأن : التي انقطع لبنها . وجُدَّ ثدي أمه على طريق الشتم [3] ، وسمي الفيض الإلهي جَدّاً ، قال تعالى : * ( وأَنَّه تَعالى جَدُّ رَبِّنا ) * [ الجن / 3 ] ، أي : فيضه ، وقيل : عظمته ، وهو يرجع إلى الأوّل ، وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه ، وسمي ما جعل اللَّه للإنسان من الحظوظ الدنيوية جَدّاً ، وهو البخت ، فقيل : جُدِدْتُ وحُظِظْتُ وقوله عليه السلام : « لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ » [4] ، أي : لا يتوصل إلى ثواب اللَّه تعالى في الآخرة بالجدّ ، وإنّما ذلك بالجدّ في الطاعة ، وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى : * ( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَه فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) * [ الإسراء / 18 ] ، * ( ومَنْ أَرادَ الآخِرَةَ وسَعى لَها سَعْيَها وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ) * [ الإسراء / 19 ] ، وإلى ذلك أشار بقوله : * ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ ) * [ الشعراء / 88 ] . والجَدُّ : أبو الأب وأبو الأم . وقيل : معنى « لا ينفع ذا الجدّ » : لا ينفع أحدا نسبه وأبوّته ، فكما نفى نفع البنين في قوله : * ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ ) * [ الشعراء / 88 ] ، كذلك نفى نفع الأبوّة في هذا الحديث . < / كلمة = جد > < كلمة = جدث > جدث قال تعالى : * ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداثِ ) * سِراعاً [ المعارج / 43 ] ، جمع الجَدَث ،
[1] انظر : جنى الجنتين ص 33 ، والبصائر 1 / 370 ، والمجمل 1 / 169 ، ويقال : لا أفعله ما اختلف الجديدان . [2] قال ابن مالك في مثلَّثه : قطع وحظَّ وجلال جدّ وضدّ هزل واجتهاد جدّ والبئر والشخص العظيم جدّ وسنوات القحط والإجداب [3] يقال ذلك إذا دعي عليه بالقطيعة . [4] الحديث عن المغيرة بن شعبة أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة : « لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ » وهو صحيح أخرجه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة ( انظر : الفتح 2 / 325 ) ، والاعتصام 13 / 264 ، - ومسلم برقم ( 593 ) ، وانظر : شرح السنة 3 / 225 . وللسيوطي رسالة في معناه ، انظرها في الحاوي للفتاوي 1 / 383 .
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 188