responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 291


والخصلة ، والخُلَّةُ : المودّة ، إمّا لأنّها تتخلَّل النّفس ، أي : تتوسّطها ، وإمّا لأنّها تخلّ النّفس ، فتؤثّر فيها تأثير السّهم في الرّميّة ، وإمّا لفرط الحاجة إليها ، يقال منه : خاللته مُخَالَّة وخِلَالًا فهو خليل ، وقوله تعالى : * ( واتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ) * [ النساء / 125 ] ، قيل : سمّاه بذلك لافتقاره إليه سبحانه في كلّ حال الافتقار المعنيّ بقوله : * ( إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) * [ القصص / 24 ] ، وعلى هذا الوجه قيل :
( اللَّهمّ أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ) [1] . وقيل : بل من الخلَّة ، واستعمالها فيه كاستعمال المحبّة فيه ، قال أبو القاسم البلخيّ [2] : هو من الخلَّة لا من الخلَّة ، قال :
ومن قاسه بالحبيب فقد أخطأ ، لأنّ اللَّه يجوز أن يحبّ عبده ، فإنّ المحبّة منه الثناء ولا يجوز أن يخالَّه ، وهذا منه اشتباه ، فإنّ الخلَّة من تخلَّل الودّ نفسه ومخالطته ، كقوله :
145 - قد تخلَّلت مسلك الرّوح منّي وبه سمّي الخليل خليلا [3] ولهذا يقال : تمازج روحانا . والمحبّة : البلوغ بالودّ إلى حبّة القلب ، من قولهم : حببته : إذا أصبت حبّة قلبه ، لكن إذا استعملت المحبّة في اللَّه فالمراد بها مجرّد الإحسان ، وكذا الخلَّة ، فإن جاز في أحد اللَّفظين جاز في الآخر ، فأمّا أن يراد بالحبّ حبّة القلب ، والخلَّة التّخلَّل ، فحاشا له سبحانه أن يراد فيه ذلك . وقوله تعالى : * ( لا بَيْعٌ فِيه ولا خُلَّةٌ ) * [ البقرة / 254 ] ، أي : لا يمكن في القيامة ابتياع حسنة ولا استجلابها بمودّة ، وذلك إشارة إلى قوله سبحانه : * ( وأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ) * [ النجم / 39 ] ، وقوله : * ( لا بَيْعٌ فِيه ولا خِلالٌ ) * [ إبراهيم / 31 ] ، فقد قيل : هو مصدر من خاللت ، وقيل :
هو جمع ، يقال : خليل وأَخِلَّة وخِلَال والمعنى كالأوّل .
< / كلمة = خل > < كلمة = خلد > خلد الخُلُود : هو تبرّي الشيء من اعتراض الفساد ، وبقاؤه على الحالة التي هو عليها ، وكلّ ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود ، كقولهم للأثافي : خوالد ، وذلك لطول مكثها لا لدوام بقائها . يقال : خَلَدَ يَخْلُدُ خُلُودا [4] ، قال تعالى : * ( لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) * [ الشعراء / 129 ] ، والخَلْدُ : اسم للجزء الذي



[1] وهذا من قول عمرو بن عبيد ، انظر : جواهر الألفاظ ص 5 .
[2] اسمه عبد اللَّه بن أحمد ، أبو القاسم البلخي الكعبي ، من رؤوس المعتزلة ، توفي 317 ه ، انظر : وفيات الأعيان 3 / 45 .
[3] البيت في البصائر 2 / 557 ولم ينسبه ، وهو لبشار بن برد في أدب الدنيا والدين ص 146 ، وتفسير الراغب ورقة 170 .
[4] انظر : الأفعال 1 / 443 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست