لا أرى الموت يسبق الموت شئ * نغص الموت ذا الغنى والفقيرا فكرر الموت في البيت ثلاثا تهويلا لأمره وتعظيما لشأنه . وقوله ( رجزا ) بكسر الراء في قراءة الجميع إلا ابن محيصن فإنه قرأ بضم الراء . والرجز : العذاب : والفسق قد تقدم تفسيره . وقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ( ادخلوا هذه القرية ) قال : بيت المقدس . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال :
هي أريحاء قرية من بيت المقدس . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ( ادخلوا الباب ) قال : باب ضيق ( سجدا ) قال : ركعا . وقوله ( حطة ) قال : مغفرة ، فدخلوا من قبل أستاههم وقالوا حنطة استهزاء ، قال : فذلك قوله تعالى ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الباب هو أحد أبواب بيت المقدس ، وهو يدعى باب حطة .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال قيل لهم ( ادخلوا الباب سجدا ) فدخلوا مقنعي رؤوسهم وقالوا حنطة : حبة حمراء فيها شعيرة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ( وادخلوا الباب سجدا ) قال : طأطئوا رءوسكم ( وقالوا حطة ) قال قولوا لا إله إلا الله . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ( قولوا حطة ) قال : لا إله إلا الله .
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : كان الباب قبل القبلة . وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على أستاههم وهم يقولون حنطة في شعيرة ، والأول أرجح لكونه في الصحيحين . وقد أخرجه معهما من أخرج هذا الحديث الآخر : أعني ابن جرير وابن المنذر . وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال : إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب كان حطة في بني إسرائيل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كل شئ في كتاب الله من الرجز يعني :
العذاب . وأخرج مسلم وغيره من حديث أسامة بن زيد وسعد بن مالك وخزيمة بن ثابت قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وإن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به أناس من قبلكم ، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ، وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها " .