responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 87


وقيل هم السبعون الذين اختارهم ، وذلك أنهم لما اسمعوا كلام الله قالوا له بعد ذلك هذه المقالة فأرسل الله عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم دعا موسى ربه فأحياهم كما قال تعالى هنا ( ثم بعثناكم من بعد موتكم ) وسيأتي ذلك في الأعراف إن شاء الله . والجهرة : المعاينة ، وأصلها الظهور ، ومنه الجهر بالقراءة والمجاهرة بالمعاصي ، ورأيت الأمر جهرة وجهارا : أي غير مستتر بشئ ، وهي مصدر واقع موقع الحال . وقرأ ابن عباس " جهرة " بفتح الهاء وهي لغتان مثل زهرة وزهرة ، ويحتمل أن يكون على هذه القراءة جمع جاهر . والصاعقة قد تقدم تفسيرها ، وقرأ عمر وعثمان وعلي " الصعقة " وهي قراءة ابن محيصن ، والمراد بأخذ الصاعقة إصابتها إياهم ( وأنتم تنظرون ) في محل نصب على الحال ، والمراد من هذا النظر الكائن منهم أنهم نظروا أوائل الصاعقة النازلة بهم الواقعة عليهم لا آخرها الذي ماتوا عنده ، وقيل المراد بالصاعقة الموت ، واستدل عليه بقوله ( ثم بعثناكم من بعد موتكم ) ولا موجب للمصير إلى هذا التفسير ، لأن المصعوق قد يموت كما في هذه الآية ، وقد يغشى عليه ثم يفيق كما في قوله تعالى - وخر موسى صعقا فلما أفاق - ومما يوجب بعد ذلك قوله ( وأنتم تنظرون ) فإنها لو كانت الصاعقة عبارة عن الموت لم يكن لهذه الجملة كبير معنى ، بل قد يقال إنه لا يصح أن ينظروا الموت النازل بهم إلا أن يكون المراد نظر الأسباب المؤثرة للموت . والمراد بقوله ( ثم بعثناكم ) الإحياء لهم لوقوعه بعد الموت ، وأصل البعث الإثارة للشيء من محله ، يقال :
بعثت الناقة : أي أثرتها ، ومنه قول امرئ القيس .
وإخوان صدق قد بعثت بسحرة * فقاموا جميعا بين غاث ونشوان وقول عنترة : وصحابة شم الأنوف بعثتهم * ليلا وقد مال الكرى بطلاها وإنما عوقبوا بأخذ الصاعقة لهم لأنهم طلبوا ما لم يأذن الله به من رؤيته في الدنيا . وقد ذهبت المعتزلة ومن تابعهم إلى إنكار الرؤية في الدنيا والآخرة ، وذهب من عداهم إلى جوازها في الدنيا والآخرة ووقوعها في الآخرة . وقد تواترت الأحاديث الصحيحة بأن العباد يرون ربهم في الآخرة ، وهي قطعية الدلالة لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة ، وزعموا أن العقل قد حكم بها دعوى مبنية على شفا جرف هار ، وقواعد لا يغتر بها إلا من لم يحظ من العلم النافع بنصيب ، وسيأتيك إن شاء الله بيان ما تمسكوا به من الأدلة القرآنية ، وكلها خارج عن محل النزاع بعيد من موضع الحجة ، وليس هذا موضع المقال في هذه المسألة .
قوله ( وظللنا عليكم الغمام ) أي : فعلناه كالظلة . والغمام جمع غمامة كسحابة وسحاب ، قاله الأخفش . قال الفراء ويجوز غمائم . وقد ذكر المفسرون أن هذا جرى في التيه بين مصر والشام لما امتنعوا من دخول مدينة الجبارين .
والمن : قيل هو الترنجبين . قال النحاس : هو بتشديد الراء وإسكان النون ، ويقال : الطرنجبين بالطاء ، وعلى هذا أكثر المفسرين ، وهو طل ينزل من السماء على شجر أو حجر ويحلو وينعقد عسلا ويجف جفاف الصمغ ، ذكر معناه في القاموس ، وقيل إن المن العسل ، وقيل شراب حلو ، وقيل خبز الرقاق ، وقيل إنه مصدر يعم جميع ما من الله به على عباده من غير تعب ولا زرع ، ومنه ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أن الكمأة من المن الذي أنزل على موسى " . وقد ثبت مثله من حديث أبي هريرة عند أحمد والترمذي ، ومن حديث جابر وأبي سعيد وابن عباس عند النسائي . والسلوى : قيل هو السماني ، كحباري طائر يذبحونه فيأكلونه . قال ابن عطية : السلوى طير بإجماع المفسرين ، وقد غلط الهذلي فقال :
وقاسمهما بالله جهدا لأنتما * ألذ من السلوى إذا ما أشورها

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست